لا أحد ينبغي أن يكون فوق القانون, هذا صحيح, ولكن لا حق لأحد أيضا في أن يستخدم القانون في تصفية حساباته أو استعادة حقوقه بأن يخلق نكاية تتخطي حدودها الشخصي المستهدف إلي جموع الناس. أقول هذا بمناسبة الجدل الدائر حول منع فيروز من الغناء وهو الجدل الذي علا صوته وحضوره علي غيره من موضوعات سياسية وقضايا دولية ومحلية, وأدي إلي وقفات احتجاج من المثقفين ومن عشاق فيروز في مصر في ساقية الصاوي مساء أمس الأول, و أيضا في لبنان وفي غيرها, ممن يرفضون أن يقوم أي أحد بإسكات صوت جارة القمر فيروز. من حق ابناء منصور الرحباني أن يطالبوا بحقوقهم, أو ما يعتقدون أنه حقهم من خلال الوسائل القانونية والشرعية.. ولكنهم يتجاوزون حين يكون مطلبهم اسكات صوت فيروز إذا لم يحصلوا علي ما يعتقدون انه حقهم, هنا هم يتجاوزون ليس فقط في حق فيروز الفنانة بل في حق الجمهور العربي الذي أصبح صوت فيروز بموسيقي الاخوين رحباني جزءا من التاريخ الشخصي لكل واحد فيهم وجزءا من التكوين الثقافي لكل واحد فيهم أيضا.. بل إن التجاوز لا يقف عند هذ الحد بل يصل إلي والدهم نفسه الفنان منصور الرحباني الذي كان علي خلاف مع فيروز هو أيضا لنفس الاسباب ولكنه لم يصل إلي حد المطالبة بإسكات صوت فيروز. الخلاف يعود كما نعلم الي ما قبل وفاة الرحباني بعدة سنوات وقتما طالب بحقه من حفلاتها كمؤلف وشريك لزوجها عاصي في كتابة وتلحين الاغنيات والمسرحيات الموقعة باسم الاخوين رحباني ولم تستجب فيروز في وقتها استجابة كاملة مما دفعه لان يلجأ إلي القضاء, وواصل ابناؤه بعده الخلاف ولكن الاختلاف هذه المرة تعدي الحدود التي كان لا يمكن أن نقبل بها ولا حتي والدهم منصور. مرة آخري لا أحد ينبغي أن يكون فوق القانون, و لكن أيضا لا حق لأحد أن يسكت صوت فيروز حتي لو كان بالقانون. [email protected]