قطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته لإيطاليا اليوم الأربعاء لمحاولة إنقاذ محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين حتى بعد إعلان القادة العرب أنهم لن يلبوا مطلب إسرائيل الأساسي للاعتراف بها دولة يهودية. ووصل كيري إلى الأردن ليطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الالتزام بتمديد المفاوضات وذلك قبل أيام من الموعد الذي يفترض أن تفرج فيه إسرائيل عن المجموعة الأخيرة من سجناء فلسطينيين في بادرة تهدف لبناء الثقة. وقبل الإفراج عن السجناء تريد إسرائيل ضمانات بألا ينسحب عباس من المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة والتي استؤنفت في يوليو تموز بعد توقف استمر ثلاثة أعوام. وفي باديء الأمر جرى الاتفاق على أن يكون الشهر المقبل الموعد المستهدف لإبرام اتفاق سلام. ويحاول كيري الآن الحصول على موافقة الجانبين على إطار لمزيد من المفاوضات. وبدأ كيري اجتماعه مع عباس في وقت متأخر اليوم الأربعاء. وبدأ كيري مهمته في عمان باجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله وهو وسيط آخر في المحادثات. وقال مسؤولون أمريكيون إن كيري تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اثناء رحلته من روما التي استغرقت ثلاث ساعات. ومن المقرر أن يعاود الرجلان الاتصال بعد أن يتناول كيري العشاء مع عباس. وقال راديو الجيش الإسرائيلي إن واشنطن عرضت الإفراج عن جوناثان بولارد وهو محلل بالبحرية الأمريكية صدر عليه حكم بالسجن المؤبد في الولاياتالمتحدة في 1987 بتهمة التجسس لصالح إسرائيل إذا أفرجت إسرائيل عن السجناء وهي خطوة ما شأنها ان تبقي عباس في المسار الدبلوماسي. وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي "لا توجد حاليا خطط للإفراج عن جوناثان بولارد." لكن عندما طلب منها أن تقول بشكل لا يقبل اللبس إن بولارد ليس جزءا من المفاوضات الحالية تهربت هارف من السؤال بالقول "انظر.. أنا لن أخوض في تفاصيل التأكيد أو عدم التأكيد بأي شكل من الأشكال بما إذا كان أي موضوع مطروحا على الطاولة في هذه المفاوضات." ورفض رؤساء الولاياتالمتحدة المتعاقبون مطالب إسرائيل لاصدار عفو عن بولارد. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن كيري يريد "تضييق الفجوات بين الجانبين". وقال نادي الأسير الفلسطيني وهو الجماعة الفلسطينية الرئيسية المهتمة بشؤون الفلسطينيين في سجون اسرائيل إن هناك 30 أسيرا يفترض أن تطلق إسرائيل سراحهم في 29 مارس آذار منهم 14 من عرب إسرائيل. وكثيرا ما قال مسؤولون أمريكيون ان الإفراج عن آخر دفعة من السجناء سيكون صعبا وانهم لم يحصلوا على اي تأكيدات من اسرائيل بأنه سيتم تنفيذ تلك الخطوة. ومما زاد من تعقيد مهمة كيري الدبلوماسية التي تستغرق 11 ساعة بيان صدر اليوم الأربعاء عن القادة العرب أفاد بأنهم لن يعترفوا أبدا بإسرائيل دولة يهودية. واستنكر البيان الذي جاء في ختام قمة عربية في الكويت استمرت يومين استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها. وقال البيان "نحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة لتعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الاوسط ونعبر عن رفضنا المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي." وتقول إسرائيل إن رفض الفلسطينيين الاعتراف بها دولة يهودية هو حجر العثرة الرئيسي في طريق محادثات السلام. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لرويترز إن رفض عباس "بحث اعتراف متبادل بين بلدين لكل منهما قوميته يتناقض بشكل كبير مع رغبة رئيس الوزراء نتنياهو في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومع تأييده لإمكانية طرح كل القضايا الرئيسية في المحادثات." وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرارا رؤيته للسلام التي تقوم على دولة إسرائيل اليهودية ودولة للفلسطينيين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ودعا مؤخرا عباس الي اتخاذ قرارات صعبة من اجل السلام مع اسرائيل. ويقول عباس إن الفلسطينيين اعترفوا بالفعل بحق إسرائيل في الوجود في 1993. ويخشى الفلسطينيون أن يؤثر الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية على مطلب عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا اثناء حرب 1948 من مناطق تقع الان داخل اسرائيل. واستبعدت إسرائيل قبول عودة اللاجئين قائلة إنه يجب إعادة توطينهم في الدولة الفلسطينية في المستقبل.