أكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأن المجتمعات لا تنهض إلا بإعلام تنموي وواع يؤازر جهود التنمية، ولعل موضوع الطفولة من أهم الموضوعات التي يجب أن يدعمها إعلام تنموي فلا حديث عن التنمية بعيدا عن الطفولة. ومضيفا إلا إنه للأسف الشديد كل المؤشرات تشير إلى أن إعلامنا العربي يتبع اتجاه غير تنموي ويمارس انتهاكات واضحة وصارخة لحقوق وكرامة الأطفال. جاء ذلك خلال اجتماع الخبراء الذى عقده المجلس برعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية لمناقشة إعداد مبادئ ومعايير لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل ، وذلك بمقر المجلس بالقاهرة، وبحضور نخبة من الخبراء في مجالات الإعلام وحقوق الطفل والتربية والثقافة والفن. وأشار الدكتور البيلاوى إلى رؤية وفلسفة عمل المجلس العربي للطفولة والتنمية في تبني النهج الحقوقي، التي تدرجت من التركيز على مفهوم الحماية إلى الحق في المشاركة وصولا إلى رؤية جديدة يسعى المجلس إلى تنفيذها في خطته الاستراتيجية القادمة (2014 – 2016) تعتمد على تبني نموذج جديد في تنشئة الطفل العربي، ومن بين مشروعات تلك الخطة مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي – بدعم من أجفند - الذي نسعى من خلاله إلى توجيه الإعلام نحو أداءات جيدة، ويتضمن المشروع عدة مكونات منها المكون الذي نحن بصدد مناقشته وهو إعداد الدليل الاسترشادي بالمبادئ والمعايير الأخلاقية والمهنية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل. عقل المواطن العربي ومن جانبه أشار الدكتور نبيل صموئيل نائب رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية والخبير في مجال التنمية الاجتماعية إلى قضيتين هامتين الأولى تتعلق بالنفوذ الإعلامي في تشكيل عقل المواطن العربي وما يحدثه الآن لأغراض بعينها، مستنكرا الاستغلال السياسي للأطفال في الإعلام وأيضا عدم تهيئة الإعلاميين لمواجهة التحديات الراهنة، أما الثانية فتتعلق بحقوق الأطفال فالنهج الحقوقي في الفكر العربي ما زال في الصفر، ورغم أن كل الدول العربية – فيما عدا الصومال – قد وقعت على اتفاقية حقوق الطفل إلا أن هذه الاتفاقية لم تترجم إلى سياسات وإجراءات وقوانين وبالتالي لا نجد من يحمي الطفولة. أطفال و ليس طفولة وأوضح عبد اللطيف الضويحي مدير الإعلام ببرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" إننا في العالم العربي لدينا أطفال ولكن ليس لدينا طفولة بكل ما تحمله الكلمة من حقوق وواجبات تجاه المجتمع، وإننا افتقدنا المرجعية في كل القطاعات، متطلعا أن يكون المرصد الإعلامي مرجعية في رصد ما تقع فيه وسائل الإعلام من أخطاء أو ممارسات خاطئة، منتقدا لغة الإعلاميين المستخدمة في الحوار خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يتأثر بها الطفل مثل الكبير. المرصد الإعلامى لحقوق الطفل وأشارت إيمان بهي الدين منسقة وحدة إعلام الطفولة ومنسقة مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، إلى أن الرؤية من وراء تأسيس المرصد هو أن يكون آلية لرصد ومتابعة وتحليل ما ينشر في وسائل الإعلام العربية المختلفة عن حقوق الطفل سلبا وإيجابا بغية أن تكون مضامين وسائل الإعلام العربية ملتزمة بالحقوق الإنسانية للطفل، وأن هذا المشروع يتضمن عدة مكونات هى: دراسة الإعلام ومعالجة قضايا حقوق الطفل التي أجراها المجلس بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند"، والمكون الثاني الذي نبدأ فيه وهو إعداد الدليل الاسترشادي بالمبادئ والمعايير الأخلاقية والمهنية لمعالجة قضايا حقوق الطفل، ومن ثم بناء التوجهات الفكرية والإجرائية لتشغيل المرصد من خلال التدريب وإصدار التقارير الخاصة برصد ومتابعة وتحليل المحتوى الإعلامي بهدف ان تكون أكثر التزاما بحقوق الطفل. معايير المهنية والأخلاقية لقضايا حقوق الطفل قال الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، الباحث الرئيسي في المشروع، أن هذه المرحلة في تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل تهدف إلى إعداد دليل استرشادي بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل، وإعداد مقياس مؤشرات لتقييم درجة التزام وسائل الإعلام بعناصر الدليل الاسترشادي الخاص بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل، موضحا أن الفئات المستهدفة من الدليل هي الصحفيين ومعدي ومقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وكذلك وسائل الإعلام الجديدة الإلكترونية والمدونات المعنية بقضايا الطفولة، ومديري الصفحات الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهتم بحقوق الطفل. وأضاف الدكتور عادل بأن منهجية العمل ستعتمد على مراجعة مواثيق الشرف الدولية والإقليمية المعنية بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل، ورصد ممارسات تناول الإعلام لقضايا حقوق الطفل من خلال إجراء تحليل للدراسات والبحوث العلمية التى عنيت بتقييم الأداء المهنى والأخلاقى لوسائل الإعلام العربى فى معالجة قضايا حقوق الطفل، ومن ثم إعداد دليل استرشادى بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل يسترشد به الإعلاميون فى معالجتهم لكل ما يرتبط بالطفل فى وسائل الإعلام على مستوى معالجة الأحداث الجارية التى يكون الطفل أحد عناصرها، وأخيرا إعداد مقياس بمؤشرات واضحة لتقييم درجة التزام وسائل الإعلام المختلفة بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل، ليتم الاعتماد عليه فى المرحلة القادمة فى عمل المرصد الإعلامى، والتى تتناول تقييم أداء وسائل الإعلام فى معالجة قضايا حقوق الطفل مهنيا وأخلاقيا، والتى سيصدر بها تقارير دورية عامة ونوعية حول هذه القضايا. تنفيذ مشروع المرصد الإعلامي أكد هادي دياب رئيس قسم الأسرة وبإدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية أن الجامعة قررت من جانبها مشاركة المجلس في كافة مراحل مشروع المرصد إيمانا منها بأهمية المشروع .مشيرا إلى أهمية الرجوع إلى كل المرجعيات الإقليمية في مجال الإعلام مثل ميثاق الشرف الإعلامي الذي وقعه وزراء الإعلام العرب، حيث أكدت المادة ال16 منه على أهمية احترام والالتزام بحقوق الطفل. ثم فتح النقاش بين الحضور حول مشروع الدليل وتبلورت المناقشات حول أهمية مثل هذا الدليل الاسترشادي، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة وضع المعايير بشكل علمي وعملي بحيث تكون قابلة التنفيذ، وتبني إعداد نماذج تجريبية لاحترام المواد الإعلامية لحقوق الطفل، والتركيز على عقد دورات تدريبية للإعلاميين وورش عمل للقيادات الإعلامية للتعريف بهذا الدليل الاسترشادي وتفعيل مواثيق الشرف الراهنة، والدعوة إلى وضع قضايا الطفل والمرأة في أولوية قائمة اهتمامات الإعلام العربي، والاقتراح بعقد حلقات نقاشية بحضور الإعلاميين لمناقشة هذه المعايير. حضر الاجتماع ممثلي المنظمات الشريكة وعددا من الخبراء هم: عبد اللطيف الضويحي مدير الإعلام بأجفند، والدكتور نبيل صموئيل نائب رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية والخبير في مجال التنمية الإجتماعية، و هادي دياب رئيس قسم الاسرة بإدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، و سمية الألفي مدير عام بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وفريق البحث الممثل في كل من الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والدكتور عمرو عبد الحميد مدرس الإعلام بجامعة بني سويف، ومن الخبراء (ترتيب أبجدي): المفكر والكاتب إميل أمين، والدكتورة خولة مطر مدير مكتب الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة، والدكتور صلاح الخراشي أستاذ التربية بجامعة الإسكندرية، والدكتور عبد اللطيف محمود أستاذ التربية بجامعة حلوان، و عبد المنعم الأشنيهي مدير إعلام سمو الأمير طلال بن عبد العزيز والمشرف العام على موقع إضاءة الإليكتروني، والمخرجة وكاتبة الأطفال فاطمة المعدول، والدكتورة ليلى كرم الدين أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، والدكتور محمود نسيم الاستاذ بأكاديمية الفنون، والإعلامية ناهد المنشاوي، والدكتورة نجوى كامل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة.