أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة سلسلة فعاليات لإحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في رواندا بالدعوة إلى تذكر الضحايا، والاتحاد في العمل. وأكد الأمين العام بان كي مون أن العالم سيتذكر دائما أكثر من ثمانمائة ألف شخص من الأبرياء الذين قتلوا بوحشية. وقال كانت الإبادة الجماعية في رواندا فشلا كبيرا للمجتمع الدولي لعدم عمله في مواجهة الجرائم الوحشية، وقد تعلمنا دروسا مهمة، نعلم الآن أن الإبادة الجماعية ليست حدثا واحدا وإنما هي عملية تتطور مع الوقت وتتطلب تخطيطا وموارد لتنفيذه، ويعني هذا أيضا أن المعلومات الكافية والحشد والشجاعة والإرادة السياسية يمكن أن تمنع وقوع الإبادة." وقد طبقت الأممالمتحدة تلك الدروس بسبل متعددة لتحسين استجابتها، فاعتمدت الدول الأعضاء ما يعرف باسم (مسئولية الحماية) تجاه المدنيين، وتم إنشاء مكتب المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية. وتنخرط مستشارة الأمين العام المعنية بالمسئولية في الحماية جنيفر ولش في الحوار السياسي مع الدول الأعضاء والأطراف الأخرى لضمان تطبيق هذا المبدأ المهم الذي يقضي بضمان حماية المدنيين. كما يعنى مستشار الأمين العام لمنع الإبادة أداما دينغ بمتابعة التطورات الدولية لكشف أية مؤشرات تحذيرية عن احتمالات وقوع تلك الجريمة. ولكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن هناك الكثير الذي يتعين فعله لتطبيق الدروس المستفادة من الإبادة الجماعية في رواندا. "إن فشلنا الجماعي لمنع الفظائع المرتكبة في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية هو اتهام مشين موجه للمجتمع الدولي. إن الانتهاكات الجسيمة والصارخة لحقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى دفعت مجلس الأمن إلى إنشاء لجنة تقصي حقائق." وشدد بان على ضرورة التحدث بقوة عندما تُهدد المجتمعات بارتكاب الفظائع الجماعية، وتقديم الدعم الضروري للضحايا. وأشار بان كي مون إلى زيارته للنصب التذكاري المقام في كيغالي تخليدا لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية وقال إنه أذرف الدمع لضخامة المأساة. وقال أيضا إنه شاهد بنفسه التقدم الكبير الذي حققته رواندا خلال عقدين من الزمن، وشجع الحكومة والشعب على مواصلة تعزيز الروح الجامعة الضرورية للتعافي والتصالح وتعميق احترام حقوق الإنسان.