أطلقت الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا إسكوا ريما خلف تقرير اللجنة المعنون "التكامل العربي سبيل لنهضة إنسانية" في تونس بمشاركة الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي. ويشير التقرير إلى إن مشروع النهضة الإنسانية في الوطن العربي واجه مجموعة مخاطر وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية ومالية، كان من الممكن احتواؤها بشكل أكبر بكثير لو واجهتها المنطقة ككتلة واحدة. ومن هذا المنطلق جاء إحياء فكرة التكامل العربي. وقد أعد التقرير في إطار مبادرة من الإسكوا وجهود مجموعة من المفكرين العرب من اتجاهات وخلفيات ثقافية وجغرافية واقتصادية وسياسية متنوعة. وأوضح التقرير أن المقصود بالتكامل ليس مساسا بالخصوصيات أوعزلة عن بقية العالم بل هو تنسيق كامل في السياسة والاقتصاد في جميع المجالات. وتناول تقرير الإسكوا القيود التي عطلت مسيرة التكامل في نصف القرن الماضي ومن بينها ضعف التمثيل الشعبي في مؤسسات الدولة مما سمح بابتعاد السياسات عن إرادة الشعوب وغياب الإرادة السياسية للدفع قدما بمشروعات التكامل العربي. وأشار التقرير إلى أن تلك المشروعات لم تسلم من التدخلات الخارجية التي كان للمنطقة نصيب منها لم يسمح في أية منطقة أخرى بالعالم، فيما سعت قوى أجنبية منذ عقود مضت إلى إجهاض أي محاولة لتحقيق تعاون وثيق بين الدول العربية. وقد أنجبت عقودا طويلة من التشرذم العربي مجموعة ضخمة من المخاطر منها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان وبعض أجزاء من لبنان وانتشار القواعد العسكرية الأجنبية في أكثر من ثلث الدول العربية، حسبما جار في التقرير. ويقدر التقرير أن ضرر السياسات الإسرائيلية لا يتوقف عند احتلال الأرض العربية بل يتعدى ذلك إذ تشكل هذه السياسات مصدر خطر دائم على أمن المواطن العربي والمنطقة.