شهدت أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و35 متهما آخرين، اليوم الأحد، فى قضية اتهامهم بالتخابر وتمويل الإرهاب، سجالا حادا بين هيئة الدفاع عن المتهمين وهيئة المحكمة اعتراضا من الدفاع على مثول المتهمين داخل القفص الزجاجى الذى صمم خصيصا لمنع المتهمين من التشويش وإثارة الجلبة والضوضاء خلال مثل هذه المحاكمات. ورفعت الجلسة بعد ساعة كاملة من انعقادها، وعادت هيئة المحكمة إلى غرفة المداولة، غير أنه طوال هذه الساعة لم يتثن للمحكمة أن تباشر أى إجراء من إجراءات المحاكمة حتى أنها لم تستطع استكمال إثبات حضور المتهمين المحبوسين احتياطيا كإجراء أولي من إجراءات المحاكمات، وذلك نظرا لما أبداه محامو الدفاع من طلبات وإصرارهم على أن المتهمين الماثلين داخل القفص الزجاجى غير قادرين على الاستماع لما يدور داخل قاعة المحكمة وأن المحكمة بدورها غير قادرة على التواصل معهم بسبب هذا القفص الزجاجى. وعلى مدى ساعة كاملة دار سجال شديد الحدة بين الدفاع والمحكمة، حيث طالب المحامون بضرورة إزالة القفص الزجاجى قبل الشروع فى أى إجراء من إجراءات الجلسة معتبرين أن القفص الزجاجى يمثل قيدا غير قانونى يحول بين المتهمين من جهة ودفاعهم والمحكمة من جهة أخرى إلا أن المحكمة أكدت للدفاع عن المتهمين بأن كافة المتهمين بالقفص يستمعون جيدا لما يحدث ولكنهم يتصنعون حالة عدم الاستماع لما يدور أثناء الجلسة. وتزعم محمد البلتاجى وأحمد عبد العاطى مدير مكتب محمد مرسى وجهاد عصام الحداد عملية ترديد الهتافات من داخل قفص الاتهام وهى الهتافات التى حملت تطاولا وإهانة وسبا للقوات المسلحة علاوة على ترديدهم للهتاف الشهير (يسقط يسقط حكم العسكر). وبدا واضحا أن المتهمين يستمعون بصورة جيدة لما يدور داخل قاعة المحكمة وأن بإمكانهم التواصل مع ما يحدث ومع حديث دفاعهم للمحكمة حيث ظهر جليا موافقتهم بالتصفيق تأييدا لبعض الأحاديث والطلبات التى كان يقول بها الدفاع. وقال الدكتور محمد سليم العوا بوصفه محاميا عن محمد مرسى "التمس بالنابة عن هيئة الدفاع وعن المتهمين إزالة القفص الزجاجى لكونه يمنع المتهمين من متابعة الإجراءات التى تتم فى القاعة، كما أنه يحول بين المتهمين وقضاة المحكمة والمحامين أيضا وهو ما يبطل كافة إجراءات المحاكمة ويخل بالحق فى الدفاع وهو الحق الذى يمارسه المتهم ودفاعه". وعقب المستشار شعبان الشامى رئيس المحكمة على حديث هيئة الدفاع بالقول "أنا متأكد أن المتهمين يستمعون لنا بصورة جيدة وواضحة هو احنا هنخليهم يتكلموا بالعافية هما بيمثلوا على المحكمة أنهم مش سامعين اللى بيحصل". وأذنت المحكمة بدخول المحامى خالد بدوى عضو هيئة الدفاع إلى داخل قفصي الاتهام الذين يتواجد بهما محمد مرسى وبقية المتهمين حيث أجرت المحكمة تجربة لوضوح الصوت بدا منها أن من بداخل القفص يستمعون بصوت واضح لما يحدث بالقاعة وأن من يتواجدون بالقاعة يستمعون بدورهم لكافة ما يدور داخل قفصى الاتهام حيث قال المحامى خالد بدوى من داخل القفصين لرئيس المحكمة "أنا سمعك كويس"، فرد رئيس المحكمة "وأنا أيضا سمعك كويس". وقال محمد مرسى من داخل القفص "إحنا فى مهزلة دلوقتى طب إنتوا خايفين روحوا أحسن..الجمهور عاوز يلتحم بالرئيس وأنا أوجه كلامى للمحامين إذا استمرت المهزلة دى ماتكملوش المحاكمة سامعني يا دكتور سليم العوا أنا بطلب من المحامين أنهم ما يكملوش الجلسة وسط هذه المهزلة لأنهم خايفين أني أظهر وسط الناس لأنهم ملهمش سند جماهيرى". وقام المحامون من هيئة الدفاع عن المتهمين فى أعقاب كلمة مرسى بالتصفيق له بشدة، معربين عن ترحيبهم واستحسانهم لكلمة الرئيس المعزول، وهو الأمر الذى عقبت عليه المحكمة بالقول إن "هذا الأمر لا يصح أن يحدث بداخل المحكمة". وقام المتهمون بداخل قفص الاتهام بالطرق والضرب بأياديهم بشدة على الألواح الزجاجية لقفص الاتهام الزجاجى مثيرين حالة من الجلبة والفوضى العارمة وتزعمهم فى ذلك المتهمان جهاد عصام الحداد وأحمد عبد العاطى. وقال كامل مندور المحامى عضو هيئة الدفاع إن "القفص الزجاجى الذى يمثل به المتهمون يبطل إجراءات المحاكمة ويعدمها فى أنه يحول بين المتهم والمحكمة وهو ما يرتب أن تصبح هذه الإجراءات والحكم الذى سيصدر فى القضية هو والعدم سواء"، مؤكدا أن هيئة الدفاع عن المتهمين ترى أن فى استمرار المحاكمة مع وجود القفص الزجاجى هو أمر مرفوض بصورة قاطعة.