كرة القدم تعطي من يستحق وفي بعض الاحيان تبتسم لمن لايستحق.. وهذا سر اثارتها وروعتها ومنحها لقب الساحرة المستديرة المجنونة وجسدت مباريات الدور ربع النهائي للمونديال الرائع الذي يتابعه كل العالم علي أرض إفريقيا تلك الحالة من قمة التناقض عندما ادارت الكرة ظهرها للنجوم السوداء منتخب غانا في مباراته التاريخية امام اوروجواي وهم الاجدر والاحق بالفوز ببطاقة التأهل للمربع الذهبي.. وابتسمت لاوروجواي في لحظة فاصلة أهدر معها النجم الغاني اسامواه ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم في آخر ثانية من عمر الوقت الاضافي الثاني وكان منتخب اوروجواي ومدربه يستعدان للملمة الاوراق استعدادا للرحيل! لم تكن الساحرة المستديرة المجنونة عادلة مع نجوم غانا لكنها كانت في قمة عدالتها مع المنتخبين الأوروبيين هولندا والمانيا اللذين اطاحا عن جدارة واستحقاق بالمنتخبين المرشحين البرازيل ومن بعده الأرجنتين خارج المونديال لان الطواحين والماكينات منذ انطلاق المنافسات يتعاملان بكل جدية وصرامة والتزام وانضباط وهو مالمسه كل متابع للبطولة في الوقت الذي راهن فيه نجوم السامبا, وراقصو التانجو علي النجم الاوحد في ترجيح الكفة وصناعة الفارق.. كاكا مع البرازيل, وميسي مع الارجنتين ولكنهما خرجا من المونديال كما دخلاه.. صفر اليدين. والالتزام والجدية والصرامة وغيرها من الانباء التي تندرج تحت بند الانضباط سر نجاح اي فريق أو منتخب وبها يمكن تعويض اي فارق في الامكانات الفنية والبدنية والمهارية وهو ما اكدته التجربتان الهولندية والألمانية حتي الآن ولكنهما يتمتعان بالاداء الجماعي المثالي وانكار الذات مع الساحرة المستديرة المجنونة التي دائما تعطي من يستحق.. ولكنها ولانها متقلبة مجنونة فقد تبتسم لمن لايستحق!