يبدو أن أمريكا قررت أن تكبر بعض رجالها, فوزعت عليهم بعض الأدوار, في إطار إستراتيجيتها الكبري.. هذا ماقلته في نفسي, عندما بدأت تركيا والبرازيل, تتفاوضان مع إيران, حول اتفاق التبادل النووي لم تكن عندي معلومات, بأن هذه المساعي التركية البرازيلية, تجري بأوامر أمريكية, أو حتي بإشارة خضراء, أو حتي مجرد موافقة, أو عدم ممانمه .. نعم: لم تكن عندي معلومة, لكن قراءتي لعلاقات البلدين بأمريكا, تجعلني, وجعلتني, أتوقع مثل هذا التربيط والتنسيق بين الثلاثة. ولهذا لم أصدق التحليلات المتسرعة التي ذهبت تقول أن أردوغان ومعه لولادي سيلفا, بدأ كل منهما يظهر علي المسرح الدولي كزعامة عالمية جديدة ومؤثرة. المؤكد, الآن, هو أن باراك أوباما, هو الذي طلب ذلك من الرجلين, بل هو أي الرئيس الأمريكي الذي أملي عليهما النقاط الواردة في الاتفاق. أرجوك, اقرأ معي, تصريحات الرئيس البرازيلي,كما أوردتها صحيفة الشرق الأوسط يوم الجمعة. يقول لولادي سيلفا: إن النقاط التي وردت في الاتفاق, كانت بالضبط, هي ماطلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما, مني ومن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان. ويواصل الرئيس البرازيلي قائلا: إن العودة إلي مجلس الأمن, وفرض عقوبات علي إيران, بعد التوصل إلي هذا الاتفاق, كانت أمرا غريبا وغير مفهوم. يبدو, أن الكرم الأمريكي, كان محدودا, مجرد دور تابع لكلا الرجلين, مجرد مهمة يتم تكليفهما بها, يعني منحة وتشجيع من أوباما لرجلين من حلفاء أمريكا المخلصين. ولكن يبدو علي الجانب الآخر أن عشم أردوغان ودي سيلفا, كان أكبر, وأن العشم انتقل بهما من أداء الخدمة في إطار السياسة الخارجية لأمريكا, إلي الطموح في لعب دور مستقل في إطار السياسة الخارجية الصاعدة لبلديهما. من هنا, وقع الصدام. من الارتطام بين الكرم الأمريكي المحدود, والطموح البرازيلي التركي الكبير, والذي لم يستطع إخفاء تعطشه للاستقلال عن التبعية لأمريكا. تنكرت لهما أمريكا, رفضت الاتفاق, وزادت علي ذلك, لقنت كلا الرجلين درسا, وذهبت إلي مجلس الأمن لمزيد من العقوبات علي إيران.