ليس أسوأ من أن تفاجأ بمن دخلوا بلاط صاحبة الجلالة من بوابات النضال المفتعل والابتزاز السياسي يقدحون في حق نقيب الصحفيين الأستاذ مكرم محمدأحمد الذي بدأ حياته الصحفية بعد تخرجه في كلية الآداب قسم الفلسفة محررا في قسم الحوادث بجريدة الأهرام ولايزال يمارس مهنة المحرر الصحفي وهو النقيب لعدة دورات ورئيس مجلس إدارة وتحرير واحدة من أعرق المؤسسات الصحفية المصرية دار الهلال , فها هو يطالعنا قبل شهر تقريبا بحوار صحفي مع الوزير الشاب الدكتور محمود محيي الدين موقعا باسمه مجردا, وتألق شيخ الصحفيين الذي جاوز السبعين وهو ينتقل بين مقعد المؤيد والمعارض والناقد حيث الصحفي الشاطر الذي أثار حواره جدلا رفيع المستوي بينه وبين الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس ادارة الأهرام. أصابني الغثيان الاسبوع الماضي عندما استمعت لواحد ممن بدأوا حياتهم الصحفية منظرين وفلاسفة وكتاب مقالات وأعمدة خرسانية, وهو يردد سخافات في حق النقيب تنال من ذمته وضميره المهني عبر فضائية خاصة تحت ستار لايرضيني أن يقال عن النقيب انه مصر علي قبول عضوية صحفية بجريدة الجمهورية لمجرد أنه حصل علي شيك وشهادة تقديرمن رئيس مجلس ادارتها علي هاشم.. المدهش ان المناضل الصحفي راح يردد هذه الاتهامات بإصرار فج مدعيا ان النقيب ثارت ثائرته من اجل قبول عضوية الصحفية المشار اليها ولم يستحي من ان يقول انه سمع بغضب النقيب ولم يشاهده بنفسه. وأصل الحكاية هو ان جانبا من اعضاء مجلس نقابة الصحفيين استغلوا خلافا بين أعضاء المجلس حول نقل عضوية سراج وصفي الصحفي بروز اليوسف إلي جدول المشتغلين ليكون ساحة لمعركة رخيصة أدواتها الابتزاز السياسي, وهدفها تصفية حسابات انتخابية لايخلو بعضها من أهواء شخصية بينما ظل النقيب مكرم محمد أحمد صحفيا يدافع عن مهنته وأبنائها مضطلعا بدوره النقابي بالتفاوض مع المؤسسات الصحفية من أجل استعادة حقوق الصحفيين بمن فيهم الزميل سراج وصفي وقف أولئك المتربصون حائط صد في وجه الحلول العملية التي توصل اليها النقيب, لا لشيء الا لإظهاره في مظهر المتقاعس عن خدمة الصحفيين والمنحاز لرؤساء تحرير الصحف القومية علي وجه الخصوص. ولن أذهب بعيدا فبعد مفاوضات أجراها النقيب بنفسه مع رئيس تحرير روز اليوسف عبدالله كمال, توصلا الي صيغة مفادها ان ينفذ وصفي قرار نقله الي الاسكندرية لاسبوعين فقط, لكن أشاوس مجلس النقابة حرضوه علي رفض التسوية, وأعلن وصفي في بياناته ان قضيته ليست شخصية بل تتعلق بسياسة تحرير وإدارة المؤسسة(!!) وبالطبع لم تخل البيانات من شعارات الوطنية والنضال التي لايحترف الأشاوس سواها ورغم ذلك باشر النقيب مفاوضات جديدة انتهت الي تعديل قرار النقل ليكون سفره الي الاسكندرية مأمورية عمل لمدة15 يوما وعندما اعلن النقيب ذلك في بيان رسمي قال فيه ان سراج وصفي يعترف بخطأ أشياء كثيرة مما ذكرها في بياناته, سارع وصفي أولا لرفض التسوية التي اشتملت علي صرف بدل انتقال له, وثانيا إدعاء ان النقيب قال علي لسانه ما لم يقله. وظني ان سراج كان سيقبل بالتسوية الأولي لولا تحريض الأشاوس لاستغلاله لتصفية بعض حساباتهم مع كل من النقيب ورئيس تحرير روز اليوسف وإلا لماذا تقاعس نفس هؤلاء الأشاوس عن الاضطلاع بدورهم النقابي ازاء ثمانية صحفيين تم فصلهم تعسفيا من صحيفتي الدستور وصوت الأمة المملوكتين لعصام إسماعيل فهمي بكل مايعنيه الفصل من قطع للأرزاق وحرمان من الحق في العمل, وهو مالم يحدث مع سراج وصفي رغم انقطاعه عن العمل. فقبل عامين تعرض خمسة من زملائنا في صحيفة الدستور التي يرأسها إبراهيم عيس للفصل التعسفي, وثلاثة من صحيفة صوت الأمة التي يرأسها وائل الإبراشي ووعد اثنان من بين الستة من المتحمسين لسراج وصفي بالتدخل بحكم الصداقة الوطيدة مع إدارة تحرير الصحيفيين لكنهما لم يحركا ساكنا الأدهي من ذلك ان بعض اعضاء مجلس النقابة من شلة الأشاوس لايضطلعون باي دور نقابي او مهني داخل مؤسساتهم الصحفية التي يعاني فيها زملاؤهم من شتي صنوف الاضطهاد والتهميش المادي والمهني, ولايبادرون بالتدخل لدي رئيس التحرير أومجلس الادارة وكأنهم ليسوا في الاساس من أبناء هذه المؤسسة او تلك, رغم ان العمل النقابي يقتضي اساسا القيام بدور في الدفاع عن حقوق زملاء المهنة داخل المؤسسة التي يعمل بها النقابي قبل ان يضطلع بمهام نقابية علي مستوي الجماعة الصحفية, وعليهم ان ارادوا بحق الاحتفاظ بمصداقية عملهم النقابي ان يتعلموا من دروس نقيب الصحفيين المهنية والنقابية.