هذا هو مبني السفارة التي جلس علي كرسيها كبار الرجال المصريين من أمثال مراد غالب ومحمد إبراهيم كامل ومحمد فائق.. بالتأكيد الأمر يحتاج إلي اهتمام أكبر وأكثر وأهم من وزارة خارجيتنا في القاهرة, لابد أن تتغير مفاهيم كثيرة في التعامل مع إفريقيا شكلا ومضمونا..!!!! وهنا لابد أن نعترف بأنه لولا وجود ممثلين في السفارة المصرية لما كنا قد أنجزنا عملنا الصحفي المصور في دولة صعبة المراس مثل الكونغو.. ولولا وجود المستشار الإعلامي ومساعده في السفارة بجانبنا ولولا أنهما قد كرسا نفسيهما وسيارتهما ووقتهما لنا لما كنا قد أنجزنا.. هذا هو إحقاقا للحق لجنود مجهولين يعملون بدمهم من أجل مصلحة هذا الوطن.. تناقض فارقني النوم في ليلتي الأولي في دولة الكونغو.. وحاصرني العديد من علامات الاستفهام إذ علي الرغم من أن هذه الدولة فقيرة فقرا مدقعا ويعاني أهلها من الجوع والحرمان والعطش وقلة الكهرباء إلا أنها أيضا غنية غني فاحشا.. فهي تمتلك العديد والعديد من الثروات والمعادن والموارد الطبيعية وعلي رأسها كما قلت الذهب والماس واليورانيوم والملاكيت, أيضا تمتلك أهم وأكبر نهر بعد النيل وهو نهر الكونغو والبحيرات الطبيعية مثل بحيرة تنجانيقا ثاني أعمق بحيرة في العالم وتعد أكبر من بحيرة فيكتوريا هذا غير بحيرتي ألبرت وإدوارد.. ويكفي أن أقول لك قارئ سطوري إن40 ألف متر مكعب تضيع من نهر الكونغو كل ثانية في المحيط الأطلنطي.. دولة بهذا الثقل والغني تبحث عن يد العون والمساعدة بإبرة.. تبحث عن ضالتها المنشودة عند أي دولة أيا كانت جنسيتها أو ملتها لتنهض بعد كم من الحروب الأهلية والصراعات السياسية والانقلابات التي أسهمت في تأخر لحاقها بالركب.. الكونغو المستهدفة ويبدو أن أنظار العالم والدول العظمي اتجهت إلي هذا البلد الذي راح يمثل نقطة صراع خفية بين الدول العظام.. علي سبيل المثال لا الحصر.. الجبروت الصيني الذي يعرف تماما من أين تؤكل الكتف بعد توغله وإنتشاره في دول حوض النيل وتقلده استثمارات بالمليارات وصل أخيرا إلي الكونغو ووصلت استثمارات الصين إلي11 مليار دولار.. تأمل معي ما حدث.. الولاياتالمتحدةالأمريكية بجلالة رأسماليتها وقدرها غضبت وأفصحت عن وجهها القبيح وإتصل المسئولون الأمريكان' بكابيلا' رئيس الكونغو وأعربوا عن استيائهم وبالطبع وعلي الفور قام كابيلا بإنقاص ميزانية استثمارات الصين من11 مليارا الي7 مليارات ولكن في المقابل ستحصل الصين علي ثروات ومعادن تقدر ب50 مليون دولار وعلي رأسها النحاس, القصدير, الزنك, الحديد. ولأن الكونغو تمتلك نهرها العظيم وبحيراتها العظمي السبع بل ويقال انها المصدر الأساسي للطاقة المائية والكهرومائية فإنها تشكل نقطة صراع بين كل من أمريكا وفرنسا وكندا وهذه الدول تستفيد من خلال حصة استغلال المناجم, وأيضا الطرق غير الشرعية من خلال عمليات التهريب التي تتم للذهب والأماس عبر أوغندا ومنها إلي الامارات ثم الهند. بل ان الجيش أيضا يشترك في عمليات التهريب ويتحالف مع العملاء من الدول الكبيرة خاصة في شرق الكونغو حيث مازالت تعاني من خلافات سياسية وانقسامات حادة..!!! الأيدي الصهيونية وعند الحديث عن تهريب الألماس فحدث ولا حرج قارئي.. ويكفي أن أقول لك معلومة سريعة بأن إسرائيل لاتنتج الألماس ورغم ذلك فهي أولي دول العالم في تصديره.. بالله عليك كيف تصدر دولة سلعة لا تنتجها.!! ولكن النهب والسرقة والاغتصاب والتهريب ليس ببعيد عن الأيادي الصهيونية.. تأمل معي ماذا تفعل إسرائيل.. ؟! طائرة3 مرات أسبوعيا تهبط أرض شرق الكونغو وتأخذ الذهب والالماس بأبخس الأسعار ثم تنقله إلي تل أبيب مباشرة ومنها إلي أمستردام وبقية دول العالم..!! هذا غير أن شركات الالماس في الكونغو يهودية وليست المسألة تقتصر علي حسونة صاحب السوبر ماركت اليهودي..!! ولا توجد سفارة إسرائيلية في قلب الكونغو ولكن هناك سفير غير مقيم يأتي كل3 شهور مرة, بينما يوجد سفير كونغولي مقيم في تل أبيب..!!! لا تتعجب ولا تندهش فإسرائيل تسعي للحصول علي التأييد الأفريقي منذ زمن لخلخلة القوي التصويتية الإفريقية المضادة لها.. ولها9 بعثات دبلوماسية في إفريقيا وقابلة بالطبع للزيادة..!! إسرائيل أيضا تفتتح شركات زراعية وصناعية في إفريقيا وتقوم بمشروعات وتعرض تكنولوجيا متقدمة في المجالات التي تحتاجها الدول الإفريقية وعلي رأسها الزراعة. وقد وصلت هذه المشاريع إلي أكثر من30 دولة إفريقية فلماذا العجب إذن.. ؟! تعجب فقط علي حالنا..!!! ملعب اسطنبول إيران وتركيا دخلتا الملعب الكونغولي ولم تقفا مكتوفتي الأيدي أمام حالات استنزاف الدول الكبري لتلك الموارد التي تمتلكها الكونغو.. وسرعان ما وضعتا لهما أقداما وأيادي بل أجسادا كاملة.. الأولي بدأت بزيارات متبادلة برلمانية وسياسية بينها وبين الكونغو, هذا غير بروتوكلات التعاون بين البلدين.. يورانيوم طهران أما عن السفير الإيراني في كينشاسا فهو نشيط جدا يتمتع بعلاقات لا مثيل لها بدءا برجل الشارع العادي مرورا بالوزارة والمسئولين ووصولا إلي الرئيس كابيلا نفسه..!! إيران أيضا تلعب في ملعبها الشيعي من خلال تعاونها مع اللبنانيين وهم من الشيعة أيضا.. ولعل المذهب الشيعي أصبح منتشرا في الكونغو فمن الصعب ان تجد مسلما سنيا.. معظمهم شيعة..!! الهدف الأول لإيران من علاقاتها مع الكونغو ليس تشييع السنة, وليس المعادن المختلفة وليس أيضا المياه.. وإنما هو اليورانيوم..!!!! أما تركيا فلقد وضعت لنفسها خطا ومكانا من خلال تجارة الأخشاب فمن لا يعلم أن الكونغو تعد أكبر حوض استوائي بعد غابات الأمازون.. وبها مناطق لم تكتشف بعد بل ويقولون أن هذه المناطق تسكنها قبائل لا تعرف شيئا عن العالم الخارجي بل أيضا تأكل البشر!! من هنا دخلت تركيا إلي عالم الأخشاب وبدأت تقوي علاقاتها التجارية والبروتوكولية مع الكونغو...!!! علامات استفهام إذا كان هذا هو دور الدول العظمي مثل أمريكا والصين وإسرائيل وتركيا وإيران.. فأين الدور المصري.. هل لدينا استثمارات.. هل فتحنا أسواقا هل هناك دور لرجال الأعمال المصريين علي أرض خصبة وغنية بالموارد مثل الكونغو.. ؟! وكيف ينظرون هم إلينا.. وماهي حقيقة وقوفهم بجانبنا بعد أزمة حصص توزيع مياه النيل الأخيرة.. ؟ وماذا ينتظرون من مصر.. وماذا ننتظر نحن منهم.. ؟ وهل صحيح أننا بدأنا ندفع فاتورة إهمالنا إلي الدول الإفريقية ؟! أسئلة ربما تجد لها إجابة لو تابعت معي الحلقة المقبلة..