هل يمكن أن نندفع إلي ذلك ؟ فماتقوم به حركة حماس في الوقت الحالي قد خلق حالة حادة من النقاش الداخلي حول السبب الذي يتم بفعله تحمل تصريحات قيادات الحركة, أو تحركات كوادرها تجاه سياسة مصر أو أمن مصر, فما الذي تحصل عليه مصر من حماس بالضبط, ومالذي يجعلها تقبل كل تلك المشاكل التي تتسبب لنا بها, ومالذي يجعل بعض قياداتها ولا أقصد الزهار فهو مناور يحاول لفت الانتباه- بتلك السوداوية تجاه الدولة الوحيدة التي كانت علي استعداد للتعامل معها بمسئولية حقيقية, ودون أن تضعها كسلعة في المزاد الإقليمي, ودون أن تهدد قياداتها بأنها إن لم تلتزم, سوف يتم اتخاذ قرارات ضدها, فقد تم التعامل معهم كرجال دولة, وهي مسألة يجب أن تتم إعادة النظر فيها. إننا تقريبا الطرف الوحيد الذي طلب منه أن يتحمل حماس بأكثر من طاقة أي دولة علي التحمل, فإما أن نحارب مع حماس إذا قررت, أو قرر من يقفون وراءها, أن تحارب, أو أن نصبح عملاء خائفين نتخلي عن القضية التي لانعرف حاليا ماهيتها بالضبط, وإما أن نفتح حدودنا' علي البحري' دون أي حسابات أو تردد, ونعترف بمن استولوا علي غزة بالقوة, ونتعامل معهم وكأنهم حكام حقيقيون, أو أن نصبح متقاعسين, نتحمل سماجة وجهل أطراف إقليمية وداخلية, تعبر الحدود التي فتحت للحظة, فاغرة فاها من السعادة التي لايوجد مصدر غير نفسي لها, لكي تلتقط صورا مع المجاهدين علي الطرف الآخر. إن مايبدو حاليا أنه سيحدث هو أن موجة جديدة من الميول القومية المصرية قد تظهر, فلم يعد الأمر يتوقف علي التصريحات الرديئة المتعمدة, أو عدم القدرة علي قول كلمة واحدة جيدة إثر فتح معبر رفح لمدة شهر كامل, وإنما وصل الأمر إلي محاولة تسيير حركة الأنفاق في اتجاه الجانب المصري, وربما إتاحة سلاح لبعض الذين يريدوا أن يجربوا أنفسهم مع الدولة في سيناء, وهنا تبدأ الأمور في الاتضاح, فالأخوة في حماس لا يريدون المصالحة التي لم يوقعوا علي وثيقتها, ولا يريدون أن يفتح معبر رفح فيما يبدو, فلم ينطقوا بكلمة, وحسب أحد المجربين يرغب الزهار, بتصريحاته في أن يغلق, لكي يعود إلي الجهاد مرة أخري, إضافة إلي الحديث عن الحصار, والحركة تحت الأرض, وهو مالن يتحمله أحد لفترة طويلة. [email protected]