اعتدنا أن نقول أن عصر المعجزات قد انتهي, لكن يبدو أن تلك' الحكمة الذائعة' ليست صحيحة تماما, علي الأقل في مجال التكنولوجيا فالتقارير الإخبارية الصادرة عن بورصة وول ستريت في نيويورك تقرر أن القيمة السوقية لشركة أبل ماكنتوش, في أواخر مايو الماضي, قد بلغت222 مليار دولار, متفوقة علي عملاق البرمجيات مايكروسوفت التي بلغت219 مليار دولار, قبل أن يبدأ الفارق في الارتفاع, لتصبح أبل هي الشركة الأولي في سوق التكنولوجيا عالميا, بعد أن كسرت احتكار مايكروسوفت, الذي لم يكن أحد يظن أنه قابل للكسر, بفعل وجود عبقري من العيار الثقيل هو' بيل جيتس'. المعجزة هنا تتمثل في أنه قبل10 سنوات فقط كانت شركة أبل علي وشك الإفلاس والخروج من السوق تماما, بعد أن سحقتها مايكروسوفت, من خلال برامجها الشهيرة التي نعرفها جميعا وهي' ويندوز' التي ربطت العالم بها, لكن قبل أن تنهار كان عبقري آخر, أصبح أكثر شهرة حاليا من' جيتس' قد تولي إدارتها هو' ستيف جوبز', الذي استمر في الاعتماد لفترة طويلة علي برامج معقولة وأجهزة صغيرة وبرامج موسيقية, قبل أن يتجه ذهنه إلي نطاق آخر, يتعلق بأجهزة محمولة تتسم كلها بالصغر الذي لايمكن تصديقه والذكاء الشديد والشكل الجذاب الذي يحول آلة إلي تحفة. لقد حاولت إدارة مايكروسوفت في البداية أن تقلل من أهمية مايدور, لكن السوق هي الذي حكمت المنافسة, فخلال فترة قصيرة كان كومبيوتر أبل أير الرفيع قد ظهر ليسبب طفرة, لكنه لم يكن كافيا, لدرجة اضطر معها الكثيرون إلي استخدام برامج مايكروسوفت معه, لكن جوبز لم يتوقف, فظهر ال آي بود ثم ظهر ال آي فون, ووضح ان المعادلة تختل, إلي أن ظهر الجهاز العبقري الذي يسبب ضجة في العالم حاليا وهو ال آي باد, وكانت تلك هي النقطة الفاصلة التي رفعت أبل إلي رأس القائمة, وخلال3 شهور من تاريخه سيتضح إلي أي مدي ستصل الأمور, فالشركة تواجه مشكلة في التعامل مع الطلب العالمي الهائل علي الجهاز الجديد. إن حقائق السوق تقرر أن أسعار الأسهم في المدي القصير تمثل أداة تصويت, لكنها في المدي الطويل تتحول إلي' أداة تقييم', وقد كانت إدارة مايكروسوفت تعتقد أن مايجري موجة تصويت, لكنها الآن تدرك أن مرحلة التقييم قد بدأت, وأنها إن لم تتدارك نفسها, فقد تجد أنها أصبحت تحتل المرتبة الثانية بجدارة, لفترة طويلة قادمة, وسط حرج شديد, لكن ستيف جوبز الذي يظهر كل فترة, بملابسه البسيطة أمام أحد أجهزته, يدرك أنه قام بمعجزة لاتحتاج إلي إعلان. وبالمناسبة فإن الشركة الأولي في الولاياتالمتحدة, والتي تسبق آبل من حيث قيمتها السوقية, هي إكسون موبيل, وهي شركة بترول. [email protected]