قاطعني قائلا: دعيني اقول لك ان الخلاف في الرأي لايفسر للود قضية وليس معني ان دول الحوض قد قامت بتوقيع اتفاقيات دون مصر والسودان أننا نريد الاضرار بمصالح مصر المائية هذا ليس في حسباننا ولكننا ايضا نريد مصالحنا ومصالح شعبنا فيكفي ان اقول لك ان نهر النيل الذي ينبع في اراضينا لانستطيع الاستفادة منه في توليد الكهرباء.. نحن لانريد ماء ولكننا نريد كهرباء. ومن جيرما بيريو وزير التجارة والصناعة الي المسئول الأول عن ملف مياه نهر النيل أصفاو دينجامو وزير الري الاثيوبي الذي قال قصائد شعر في مصر والمصريين. تكلم اصفاو كثيرا عن نهر النيل والاتفاقيات التي تمت بين مصر والسودان وقال ان اتفاقية1959 هي السبب في توتر العلاقات بين مصر والحبشة لان الأولي قد أهملت الثانية. ايضا تكلم اصفاو عن ان دول حوض النيل وتحديدا دون المنابع تعاني من تفشي الفقر والتصحر والتغيرات المناخية وانهم يجب ان يجدوا حلولا للتصدي لهذه المشكلات لذا من الضروري العمل في اعالي النيل من خلال عمل مشاريع تنموية تفيد الجميع. وأكد وزير الري الاثيوبي عندما سألته عن موضوع المساس بحصة مصر في مياه النيل علي أنه لايوجد مواطن اثيوبي واحد يفكر في احداث مشاكل لاشقائه في مصر, والكلام علي لسان اصفاو نحن نتفهم مواقف اشقائنا في مصر وشعبنا في اثيوبيا, نحن نتفاوض حول الاطار القانوني الذي يحكم استخدام مياه النيل استخداما منصفا وعادلا دون احداث اي ضرر لدول المصب. * قاطعته.. هذا الاستخدام العادل الذي نتحدث عنه لن يجئ الا باقامة سدود علي أعالي النيل الارزق وبالتالي هذه السدود سوف تؤثر علي حصة مصر في مياه النيل؟ ** اسمحي لي أن اسألك أين تنصب ال1600 مليار متر مكعب من الامطار التي تهطل علي الهضبة الاثيوبية؟ كمية كبيرة من المياه لايتم استخدامها.. واذا كان هذا الرقم حقيقيا فدعونا نستفيد من خلال تعاون لايهدر هذه المياه.. لماذا لانتعاون في دراسات وبحوث بحساب دقيق لمصادر المياه واذا قلت الموارد المائية وتغير المناخ من أين ستحصل مصر علي حصتها خاصة مع التعداد السكاني المتزايد.. ثم اننا نريد الاستفادة من مياه النهر لتوليد الكهرباء وأظن هذا من ابسط حقوقنا كما استغلت مصر حقها في بناء السد العالي ثم ان هذه السدود لن تؤثر علي حصة مصر في مياه النيل وماذا حدث عندما اقمنا سدتكيزي علي نهر عتبرة لقد دافعت مصر وهو يقوم بتخزين9 مليارات متر مكعب وهو مثال جيد للتعاون بيننا وبينكم. * ولكن ما سمعناه ان اسرائيل تقوم ببناء سدود لاثيوبيا علي اعالي النيل الازرق. ** قاطعني قائلا.. ليس صحيحا بالمرة.. اسرائيل ليس لها علاقة بملف نهر النيل.. ونحن نعرف أن هذا الموضوع شائك بالنسبة لمصر لكن دعيني اقولهالك صراحة ليست اثيوبيا هي التي ستفعل ذلك. واكررها لك ولكل المواطنين في مصر.. نحن نحترم السيادة المصرية ونقدر الشعب المصري وليس هدفنا الاضرار بالمصالح المائية لمصر.. وفتح اسواقنا امام اسرائيل هو بنفس المنطق الذي نفعله امام الصين أو أي دوله تريد أن تمد لنا يد العون والمساعدة. ما أن أنهي وزير الري الاثيوبي حديثه معي الا وطاردتني علامات الاستفهام التي تلخصت في سؤال واحد.. وهو لماذا تقلص الدور المصري ليس في اثيوبيا فقط بل في القارة بأكملها.. لماذا نفيق متأخرا دائما؟ لماذا نلعب في الوقت الضائع؟ لنجلس في النهاية نلطم خدودنا ونقلب في دفاترنا القديمة ونقول هيقطعوا علينا المياه. لماذا لم يلتفت رجال الاعمال المصريون وهم كثيرون الي تلك الارض السمراء.. الخصبة التي تناديهم بل وتشد علي اياديهم؟ لماذا ارتموا بملياراتهم في احضان اوروبا وامريكا وبنوك سويسرا؟ متي سنحب بلدنا اكثر واعمق وافضل من ذلك؟ بالتأكيد مصر تستحق.. هذا الوطن الغالي يستحق؟ أخيرا.. وليس آخرا لا احد يستطيع اللوم علي اثيوبيا عندما يطرق احد بابها لمد يد العون والمساعدة. وكما قال لي وزير الري الاثيوبي خاتما حديثه.. ان اهل الحبشة يفضلون مصر عن اي دولة اخري ويقدرون دورها الذي لعبته معنا وايضا يحترمون ويقدسون تاريخ الدين المسيحي المتمثل في الكنيسة الارثوذكسية التي يترأسها البابا شنودة. هكذا ينظر الينا المسئولون في اثيوبيا.. وهكذا يتمنون لنا الرضا لنرضي.. فهل نرضي.. ونقوم بتفعيل دور مصري حقيقي وجاد ام سنظل نلطم خدودنا ونرشق الآخر بالاتهامات. أظن أننا قد ضيعنا الكثير من الوقت.. ولم يعد للوقت بقية؟.