استيقظت مصر صباح الثلاثاء الماضي علي عملية إرهابية جديدة وهي تفجير مبني مديرية أمن الدقهلية علي أيدي الارهابيين ليسقط شهداء من الشرطة والمدنيين بهدف إشاعة الفوضي وتقييض سلطة الدولة. ومنذ أن اندلعت الاحتجاجات المسماه بثورات الربيع العربي وبدأت في تونس2010, ثم مصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان وقبلهم العراق والمغرب والجزائر ومالي ازداد عدد العمليات الارهابية من وجهة نظر الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين, حيث استفادت الجماعات والحركات الارهابية من الثورات العربية نتيجة انهيار الأنظمة الديكتاتورية الأمنية بصفة عامة ونتيجة تهريب الأسلحة من ليبيا عبر الحدود إلي سيناء بصفة خاصة, وفي هذا السياق قال وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعالون: أن الربيع العربي لم يجن سوي الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وأن الربيع العربي تحول إلي خريف قارس للدول التي سعت إلي التغيير وفي تصوري أن هذه العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر لمصلحة إسرائيل التي تتمني هذه الأيام ضرب سوريا عسكريا, وهنا يجب أن يعي شعب مصر أن أي معوقات في تنفيذ خارطة الطريق سيكون لصالح أمريكا واسرائيل. إن المتابع للمشهد الراهن فيما يتعلق بالاغتيالات والعمليات الإرهابية يلاحظ ما حدث في رفح وسقوط14 شهيدا من جنود قواتنا المسلحة أثناء تناولهم طعام إفطار رمضان عام2012, وازدادت العمليات الإرهابية بعد ثورة30 يونيه2013 فلا ننسي اغتيال جنودنا من الجيش المصري في شمال سيناء وهذه العملية الإرهابية الخسيسة في الدقهلية والتي استخدم فيها أحد المنتحرين عربية مفخخة, وفي هذا السياق لابد أن يحال الشخص الذي ظهر صوت وصورة قبل30 يونيه وهدد بالتفجيرات إلي المحاكمات العسكرية, والإرهاب ليس بالقتل فقط, ولكن بالخطف حيث تم اختطاف بعض الجنود ممن تم إطلاق سراحهم العام الماضي, وأصبح الإرهاب اليوم بكل أشكاله ومظاهره أخطر مصدر يهدد الأمن القومي الداخلي والعربي والإسلامي والدولي. إن أقدم الأساليب الإرهابية وأوسعها انتشارا في الوقت الحاضر أسلوب اللجوء إلي زرع المتفجرات وإلقائها في الأحياء والمجمعات السكنية مما يثير الرعب والفزع وقتل الابرياء وقد حدث ذلك في مدريد بأسبانيا وفي السعودية وفي الجزائر وفي الأردن واليمن وفلسطين والسؤال: كيف يحصل هؤلاء الإرهابيين والمنظمات والجماعات الإرهابية علي المتفجرات؟ هل تأتي عبر الحدود؟ هل تصنع المصانع أو تصنع يدويا؟ أقول لمن يدافعون عن بعض الجماعات والتيارات المتأسلمة والمتطرفة دينيا والتي تلصق التهم إلي بعض مؤسسات الدولة: التاريخ هو الذي يتكلم ويشهد ويذكر الأجيال الجديدة انه تم اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام1981 علي أيدي الإرهابيين الذين حضروا احتفال مصر بنصر أكتوبر عام2012, وتم في نفس اليوم اغتيال بعض الشخصيات السياسية والدبلوماسية ممن كانوا معه, يليه اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب عام1990 ثم محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك عام1996, وقبلها محاولة اغتيال وزراء الداخلية بداية من اللواءات النبوي اسماعيل, وحسن أبو باشا وبعض الشخصيات العامة مثل مكرم محمد أحمد واغتيال كل من الضابط المكلف بمواجهة الإرهاب رؤوف خيرت والضابط المسند إليه ملف اقتحام السجون محمد مبروك, ومحاولة اغتيال اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الحالي, ناهيك عن تاريخ الإرهاب في تفجير الكنائس والمنشآت والاتوبيسات السياحية والمعابد الفرعونية في نهاية التسعينيات. المطلوب: أولا أن يحاكم كل من يثبت تورطه في قضايا الإرهاب من خلال القضاء العسكري وبعد إقرار الدستور بمشيئة الله يمكن للحكومة أن تصدر قانونا للإرهاب( أو تفعل القانون الذي صدر في التسعينيات وهو الآن مجمد), وسيكون هذا القانون من خلال تخصيص دوائر خاصة وبذلك يصبح للقانون سندا دستوريا من خلال المادة237 التي تنص علي: أن الدولة تلتزم بمواجهة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله وتتعقب مصادر تمويله وفق برنامج زمني محدد باعتباره تهديدا للوطن والمواطنين مع ضمان الحقوق والحريات العامة وينظم القانون أحكام واجراءات مكافحة الإرهاب والتعويض العادل عن الأضرار الناجمة عنه وبسببه, وبذلك يتم الحكم علي الاعترافات والأدلة وكذلك من ذبحوا السائق أخيرا في المنصورة لأن الشعب من حقه يعرف من القاتل ومن حق أهالي الشهداء والضحايا أن يشاهدون القصاص العادل السريع. ثانيا أن يكون لأساتذة الجامعات دورا مهما من أساتذة علم الاجتماع والمثقفين والمهتمين بالشأن العام في ندوات وحوارات التوعية مع الشباب الذي لم يتلوث بالمعتقدات التي لا علاقة لها بصحيح الدين والتي قد تدفعهم مستقبلا لارتكاب جرائم جنائية وكذلك يكون دور لأساتذة الأزهر الوسطي الذي يعلمنا أن الدين يسر لا عسر كما أراده خالق هذا الكون علي اعتبار أن القضية دينية سياسية اجتماعية. ثالثا أن يكون للإعلام المرئي والمسموع دورا مغايرا للواقع خلال المرحلة القادمة من خلال الحوارات التليفزيونية الهادفة ومناقشة القضايا المرتبطة بمستقبل مصر حتي لا ينشغل الشباب والمواطن البسيط بقضية واحدة وهي الشأن السياسي وعلاقته بالماضي مما يتطلب خطة إعلامية مرتبطة بخطة زمنية. رابعا تشجيع المواطنين علي التعاون مع أجهزة الدولة في مكافحة الإرهاب علي أن يشمل التشجيع مكافأة مالية أو رحلة عمرة لمن يرشد عن الإرهابيين, رغم انه واجب وطني. إن شعب مصر هو الذي سيواجه الإرهاب من خلال المشاركة في الاستفتاء علي الدستور بهدف تنفيذ خارطة الطريق من قبل المصريين ممن لهم التصويت, وليلقن الشعب المصري درسا لأعداء مصر بالداخل والخارج حينما يوافق علي الدستور الذي نص في مادته الأولي علي أن الإسلام دين الدولة وأنه دين السلام والمحبة والتسامح, وليعلم هؤلاء الذين يسفكون الدماء البريئة انهم قلة قليلة من المنحرفين والإسلام والمسلمين بريئون منهم ومن جرائمهم, وهو ما أكده فقهاء الإسلام في مصر وغيرها من الدول الإسلامية. رابط دائم :