اختتم أمس بمكتبة الإسكندرية مؤتمر' مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والدول الإسلامية' بمشاركة خبراء في التعليم والثقافة والتكنولوجيا ورجال دين وسياسيين ممثلين لأكثر من40 دولة. والمؤتمر الذي شارك فيه نحو300 شخصية بارزة افتتحه مدير المكتبة إسماعيل سراج الدين والسفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي وفرح بانديث الممثلة الخاصة للمجتمعات الإسلامية في وزارة الخارجية الأمريكية ويعقد بعد مرور عام علي الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الي العالم الإسلام ووجه أوباما للمؤتمر كلمة قال فيها انه ذهب الي القاهرة' لانادي ببداية جديدة بين الولاياتالمتحدة والمسلمين حول العالم' مشددا علي أن هذه البداية' ليست ممكنة فحسب وإنما بدأت بالفعل'. وحث في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه مبعوثه لدي منظمة المؤتمر الإسلامي رشاد حسين علي السعي' الي أرضية مشتركة تجمعنا' تبني علي الاحترام المتبادل. وأكدت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي, في افتتاح المؤتمر مضمون الرسالة, وقالت' إن الإدارة الأمريكية تحاول من خلال عدد كبير من سفاراتها ومؤسساتها أن تحقق أكبر قدر من التعاون والحوار وتبادل الأفكار مع الدول الإسلامية, وذلك بناء علي الرؤية التي قدمها الرئيس أوباما من خلال خطابه في القاهرة العام الماضي. و أكد د. أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية قدرة الدول في التوصل لحلول للمشكلات التي تعرقل التعاون من خلال تبني طرق غير تقليدية للتواصل في المستقبل من خلال العلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم. ودعا درويش المنظمات الأمريكية ومنظمات الدول الإسلامية إلي الاهتمام بالتعليم والإعلام كأدوات لإرساء قيم التسامح والتعاون بين الدول. ورأت فرح بانديث الممثلة الخاصة للمجتمعات الإسلامية في وزارة الخارجية الأمريكية أن المؤتمر يعد مبادرة غاية في الأهمية لمناقشة رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التعاون بين الولاياتالمتحدة والدول الإسلامية, مشيرة إلي أن جهود الإدارة الأمريكية في خلق روابط مع الدول الإسلامية تأتي من الإيمان الكامل لأوباما بالالتزام بمخاطبة الدول الإسلامية وسماع أفكارها, وهو ما عبر عنه ليس فقط في خطابه للدول الإسلامية في القاهرة, بل في الخطاب الذي ألقاه لحظة توليه رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكدت أن سبل التعاون بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي واجهت عددا كبيرا من التحديات والعقبات أهمها الاختلاف في قضايا السياسة الخارجية بالنسبة لبعض الدول الإسلامية والشرق الأوسط, إلا أنه بالرغم من وجود تلك العقبات إلا أن الإدارة الأمريكية تدرك أهمية وقيمة التعاون مع الدول الإسلامية, وبدأت عددا كبيرا من المبادرات علي مستوي الأشخاص والمنظمات والحكومات للعثور علي قواعد مشتركة لبداية الحوار والتصدي للعقبات التي تهدد نجاحه. وأضافت أن جهود العام الماضي أتت بنتائج مثمرة في طريق بناء علاقة جديدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الإسلامية من خلال برامج التعاون التي تقوم علي احترام قيم الدول الإسلامية وسياساتها. وأكدت أنها تشعر بالتفاؤل حيال مستقبل تطور العلاقات الذي لن يتقدم إلا ببناء الجسور الثقافية وسماع الأفكار وتسهيل تبادل الحوار لتحقيق الأهداف المشتركة. و من جانبه قال د. إسماعيل سراج الدين إنه بالرغم من أن البعض لم يتفاءل من خطاب أوباما الذي جاء محملا بالوعود لبدايات جديدة من التعاون, إلا أن هذا الخطاب أنتج مناخا جديدا للتعاون بين المؤسسات الأمريكية والعالم الإسلامي, مشيرا إلي أهمية الحوار بين الأطراف للقضاء علي المفاهيم الخاطئة وتقبل الآخر واحترام القيم, وأوضح أن دول الغرب عليها أن تتفهم أن الإسلام لم ينتشر بالقوة بل هو دين التسامح والسلام, وأن الحضارة الإسلامية وعلماء المسلمين قدموا علي مدار التاريخ العديد من الإنجازات التي أسهمت في تطور البشرية. وأكد أن العلاقات غير المستقرة تتطلب إعادة النظر في الأوضاع الراهنة وحماية حرية التعبير وتبادل الآراء والأفكار لتحقيق التطور المطلوب. وحرص السفير هشام يوسف مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية علي التأكيد علي أن جامعة الدول العربية كانت من أوائل الجهات التي قامت بدراسة خطاب أوباما وبادرت بوضع عدد من المشروعات والمبادرات في مجالات التعاون التي طرحها الرئيس الأمريكي في خطابه, ولكن الحوار مع الجهات الأمريكية لم يثمر عن شيء, ولم تتلق الجامعة العربية أي ردود حيال المشروعات المقترحة. وأشار إلي أن الجامعة العربية تؤمن بإخلاص الرئيس الأمريكي في دوره تجاه التغيير والحوار, إلا أن هذا الإخلاص لم يجد طريقه إلي دول العالم الإسلامي بالرغم من مرور عام كامل علي الخطاب. وأكد أن رؤية جامعة الدول العربية تعتمد بشكل أساسي علي الحوار, الذي لا يتم فقط من خلال الحكومات, بل عن طريق مؤسسات المجتمع المدني والشركات والإعلام, مشيرا إلي أننا لن نتمكن دون الحوار البناء أن نبدأ صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسلامية. وأكدت كلمة رئيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة' الايسيسكو' د. عبد العزيز التويجري, والتي ألاقها نيابة عنه د. محمد بن صالح,' أن التعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات في القدسالشرقية وباقي أنحاء الضفة الغربية والتهديد بشن هجمات علي سوريا وإيران ولبنان, والتمادي في عملية تهويد القدس, وإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصي في مخالفة للقانون الدولي, والتعالي علي إرادة المجتمع الدولي المصممة علي إنهاء هذه المشكلة, كل ذلك يعد تحديا لمبادرة الرئيس الأمريكي التي أعلنها في خطابه بجامعة القاهرة العام الماضي ورفضا لها.' وأضاف' إن تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي لا تتأتي بحملة علاقات عامة وإنما بتغيير سياساتها تجاه قضايا العالم الإسلامي, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, إن المواقف والسياسات الأمريكية المتعلقة بفلسطين هي السبب في الصورة السلبية لها لدي قطاعات واسعة من النخب والشعوب الإسلامية حوار الأديان ومشاركة الشباب وشهدت فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر' مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة عقد جلستين خاصتين حول' حوار الأديان' و'التحديات التي تواجه مشاركة الشباب', بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين. تحدث في جلسة' حوار الأديان' الدكتور مصطفي كريك; مفتي البوسنة, والقس أندريا زكي; نائب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر, والسيد رشاد حسين; المبعوث الخاص للرئيس أوباما إلي منظمة المؤتمر الإسلامي, والدكتور ميروسلاف فولف; مؤسس ومدير مركز الايمان والثقافة بجامعة ييل, والقس اليستير ماكدونالد رادكليف; من المملكة المتحدة, والدكتور محمد كمال الدين إمام; رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية, والدكتور ظافر الأنصاري; من باكستان, وأدارتها كاثرين مارشال; الأستاذة بمركز بيركلي للديانة والسلام والشئون الدولية في جامعة جورج تاون. وقال الدكتور مصطفي كريك إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد أحدثت نوعا من انعدام الثقة بين المسلمين ودول الغرب, ومن خلالها عاني المسلمون من نتائج المفاهيم الخاطئة والممارسات السلبية تجاههم. وأوضح أن قادة وعلماء العالم الإسلامي قد بادروا بتدعيم الحوار بين الدول الإسلامية ودول الغرب لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة ومنها مبادرة الزعيم الإيراني خاتمي لدعم حوار الحضارات بدلا من صراع الحضارات, ومبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار والتي شاركت فيها الأممالمتحدة. وتساءل كريك: كيف يمكن أن يربط العالم الإسلام بالإرهاب في حين أن الدول الإسلامية لا تنشر قواتها في دول العالم كما تفعل دول الغرب؟ وأشار إلي أن الحوار هو الحل الوحيد الذي يجب علينا التمسك به لتسوية الخلافات والقضاء علي الأفكار الهدامة.