في جلسة درامية برهنت علي زواج المال والسياسة, أصيب الحزب الجمهوري الأمريكي بضربة عنيفة في جلسة الاستماع بمجلس النواب أمس حول بقعة النفط العملاقة في خليج المكسيك والتي حضرها توني هايوارد رئيس شركة بريتش بتروليم البريطانية( بي بي) مقدما اعتذاره عن تسرب الملايين من براميل البترول قرب الشواطئ الأمريكية. ورغم الهجوم الأخير علي طريقة إدارة الرئيس باراك أوباما للأزمة من أطراف عديدة, فوجئ نواب الكونجرس والمتابعون للجلسة علي الهواء بالنائب جو بارتون من ولاية تكساس, والمرشح لتولي رئاسة لجنة الطاقة في حال عودة الجمهوريين للأغلبية في الانتخابات المقبلة, يقدم اعتذارا لرئيس' بريتش بتروليم' عن الضغوط التي تمارس ضد شركته والتي وصفها بأنها تحمل أهدافا سياسية, وقال أن ال20 مليار دولار التي ضغطت إدارة أوباما علي الشركة لوضعها في صندوق خاص للإنفاق علي تنظيف خليج المكسيك, بعد اجتماع في البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي, تمثل ابتزازا وهو ما يجعله يشعر بالعار من تعرض شركة خاصة لمثل هذا الفعل. وعلي الفور, شن الديمقراطيون هجوما حادا علي الجمهوريين وقال جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي إن بيان النائب بارتون' يفتقر إلي الإحساس علي نحو لا يصدق.. والإدارة لم تمارس أي نوع من الابتزاز السياسي', ثم كشفت وسائل الإعلام عن تلقي النائب البارز لتبرعات طائلة لحملاته الإنتخابية من لجان العمل السياسي المرتبطة بشركات البترول ومنها الشركة البريطانية العملاقة, وذلك علي مدار تاريخه في الكونجرس الذي يمتد إلي26 عاما. وفي الغرف المغلقة, اجتمعت القيادات البارزة في الحزب الجمهوري لإصدار بيان تتبرأ فيه من تصريحات النائب الذي فجر موجة فورية من الغضب في أوساط الرأي العام الأمريكي واقترح عدد من النواب, لأول مرة في تاريخ الكونجرس, تجريد النائب من الأقدمية في لجنة الطاقة وبالتالي حرمانه من تولي رئاستها في المستقبل. وقد قدم النائب باريتون اعتذارا للشعب الأمريكي وزملائه النواب عما بدر منه في جلسة الاستماع بعد بيان من النواب الجمهوريين مؤكدا سحبه الاعتذار المقدم للشركة وقال بيان النواب'' تصريحات عضو الكونجرس بارتون كانت خاطئة.. وقد اعترفت بي بي نفسها أن المسئولية عن الأضرار الاقتصادية تقع علي عاتقها, وعرضت تعهدا أوليا بمبلغ20 مليار دولار لإصلاح الضرر'. وفي مواجهة الخسائر السياسية المتوقعة, أصدرت لجنة البحث الجمهورية بيانا يؤكد أن' إنشاء صندوق الضمان الذي إقترحته إدارة أوباما يبرهن علي أن الإدارة تعمل بكل جهدها من أجل تأكيد سياسات الابتزاز علي النمط الذي ابتدعته حملة الرئيس في شيكاغو وأن هذه الأفعال ليست سوي رمز لتسييس الاقتصاد الأمريكي'. ويري فريق من الجمهوريين أن ملاحقة بريتش بتروليم يجب أن تتم عبر النظام القانوني وليس عبر صندوق يديره طرف ثالث أو محقق مستقل وهو ما يمثل نوعا من التلاعب السياسي في قضية خطيرة. وقد قاطعت مجموعات من المحتجين من بينهم دعاة حماية البيئة الجلسة عدة مرات وطالبوا بتقديم مسئول الشركة للمحاكمة عن الأضرار الجسيمة في خليج المكسيك. ونفي رئيس الشركة البريطانية علمه المسبق المشكلات التي أحاطت بالبئر في منطقة التسرب البترولي في خليج المكسيك. ويشن الجمهوريون هجوما عنيفا علي طريقة إدارة أوباما للحادث الأسوأ في تاريخ صناعة البترول في أمريكا ويتهمونه بعدم القدرة علي القيادة والتعبير عن الغضب دون التوصل إلي قرارات ردعة.