لم يمر عام علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسوأ من 2013 امتلأ انتقادات حادة لسياساته الخارجية خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والمنطقة العربية ككل. فمع اندلاع ثورات الربيع العربي أعلنت الشعوب العربية رفضها للإملاءات الأمريكية علي المنطقة وانتشرت في مصر علي سبيل المثال لافتات تقول (أوباما توقف عن دعم الإرهاب) في إشارة لدعمه لممارسات الإخوان المسلمين في مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو والتي أطاحت بالرئيس محمد مرسي، كما أن الضغوط التي مارسها أوباما علي الجيش المصري من خلال التعليق الجزئي للمعونات العسكرية لم تؤت بثمارها إلي أن قام جون كيري وزير الخارجية بجولة أخيرا إلي مصر يعلن من خلالها فشل الإخوان في حكم مصر. وفي سوريا فشل المخطط الأمريكي لاقتحام البلد العربي الذي يعاني حربا أهلية لا نهاية لها في الأفق بفعل تدفق الأسلحة الغربية لفصائل المعارضة بالتنقيط حتى لا تحسم المعركة لطرف دون آخر وتظل نيران الفتنة الأهلية مشتعلة بالبلاد إلي ما لا نهاية ، وكان التدخل الروسي من خلال خطة تسليم سوريا لأسلحتها الكيميائية بمثابة الصفعة التي غيرت ميزان القوي العالمية لتعلن موسكو من خلالها عودة الدب الروسي ليلعب دور الوسيط في القضايا الإقليمية والمعرقل للخطط الأمريكية إزاء المنطقة. وهناك فشل آخر سجل علي أوباما في 2013 وهو تحول الحليف الأفعاني من الإذعان لفرض الشروط لإبرام اتفاقيات أمنية مع واشنطن، حيث رفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لأول مرة في حياته وبعد سنوات عديدة من التعاون الغير قابل للنقاش مع واشنطن إبرام الاتفاق الأمني بدون تعهد واشنطن بعدم تنفيذ غارات جوية والتي أسفرت من قبل عن سقوط آلاف المدنيين من خلال هجمات الطائرات بدون طيار أو الشبح القاتل الذي لا يستطيع أن يحاكمه أحد، وقال كرزاي أن الوضع الأمني في أفغانستان أصبح أسوأ بعد دخول القوات البريطانية ساحة القتال. لقد واجه أوباما أيضا رفض وانتقادات سعودية ودولية في أعقاب توصل واشنطن إلي اتفاق نووي مع إيران وسط تحذير الخبراء الدوليون من تحول منطقة الخليج العربي إلي ساحة لسباق التسلح النووي وذلك وفقا لمجلة (فورين بوليس) الأمريكية ، بينما انتقدوا ما اعتبروه تسهيل أمريكي لتهريب السلاح إلي ايران. ويري الخبراء أن الرقابة الأقل صرامة علي مبيعات الأسلحة تجعل من السهل علي الوسطاء المدعومين من إيران وشركات وهمية الحصول علي أسلحة من أطراف ثالثة وهو تكتيك غالبا ما تستخدمه إيران للحصول علي الأسلحة الأمريكية بطريقة غير مشروعة. والمسألة بالنسبة للسعودية ليس الخوف فقط من سعي طهران للقنبلة النووية ولكن أيضا تحول النظام القائم في الشرق الأوسط لصالح طرف واحد وهو إيران مما سيؤدي إلي زعزعة الاستقرار وإضعاف المملكة التي تعد دولة مركزية في نظام الخليج العربي والذي يواجه حربا إيرانية شرسة وسط مزاعم ما تطلق عليه إيران (الخليج الفارسي). القلق السعودي له ما يبرره وعيون الرياض علي (الحرس الثوري الإيراني) الذي يقود عملية توسيع النفوذ الايراني في معظم أرجاء المنطقة، من خلال زرع العنف والتخريب والإرهاب والتمرد في البحرين والعراق ولبنان واليمن، وهو ما نراه جليا من خلال التدخل الواسع للحرس الثوري وحزب الله لذبح المعارضة السورية وإنقاذ نظام الأسد. وتري السعودية أن الاتفاق النووي الأمريكي الايراني يتجاهل هذه العناصر كما يضفي الشرعية علي المخطط الايراني في المنطقة وإظهار طهران كقوة إقليمية كبري. رابط دائم :