علي أنغام موسيقي مسلسل رأفت الهجان أقام المركز الكاثوليكي مساء أمس حفلا لتكريم النجم محمود عبدالعزيز بقاعة النيل بعنوان مشوار نجم.. بدأ الحفل بعرض تسجيلي عن المركز الكاثوليكي وعن المكرمين, ثم عرض مقتطفات من حفلات تكريمهم وبعدها عرض المركز فيلما تسجيليا مدته عشر دقائق عن الفنان محمود عبدالعزيز ضم مقتطفات من أعماله السينمائية والتليفزيونية بعدما تحدث الأب بطرس دانيال مدير قاعة النيل بالمركز الكاثوليكي عن سعادته بتكريم فنان في قيمة محمود عبدالعزيز خاصة في يوم عيد ميلاده, ليبدأ بعد ذلك الناقد طارق الشناوي في إدارة ندوة خاصة بمشوار الفنان محمود عبدالعزيز, وتاريخه الفني الطويل الذي يقترب من أربعين عاما. وفي بداية الندوة تحدث الفنان محمود عبدالعزيز عن بداياته في عالم التمثيل وقال: كنت أشعر بالسعادة وأنا أقوم بالتقليد قبل أن أحلم بأن أكون ممثلا, وأتذكر أن والدي رفض أن أدخل معهد الفنون المسرحية لأني كنت متفوقا في الدراسة, وحين دخلت كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية لم تشغلني المواد أو الدراسة, وأول شيء سألت عنه كان مسرح الجامعة, وألتقيت هناك بالمخرج كرم النجار الذي وقف بجانبي وكان مقتنعا بموهبتي, وطلب مني أن اترك الإسكندرية وأذهب للقاهرة, وأتذكر أني كنت في بعض الأحيان أقيم معه في منزله في مصر الجديدة. ولكن البداية دائما تكون غير الاستمرارية فأنا في بداياتي كنت مثل كل الشباب أفكر في الفلوس, والعربيات, والشهرة, والبنات وبعد ذلك شعرت بأن للفن قيمة مهمة في المجتمع, وحين بدأت العمل في المجال الفني قال لي والدي: أنت اخترت الطريق الصعب, فالفن رسالة ولو مش فاهم يعني إيه رسالة.. علي الأقل يبقي حاسس أنه لازم يقدم عمل وفن جيد. وعن سفره لفيينا بعد أن قال له أحد المخرجين انه لا يصلح أن يكون ممثلا قال محمود عبدالعزيز: بعد ما انتهيت من دراستي في كلية الزراعة كان حلمي أن أعمل في السينما, وذهبت إلي مصر لمقابلة أحد المخرجين فأغلق الدنيا في وشي وقال لي اني لا أصلح للعمل في هذا المجال فقررت السفر وبالفعل سافرت إلي فيينا وقمت بالعمل في مجال الصحافة, وظل حلم السينما يراودني, وفي أحد الأيام كنت أقف أمام دار الأوبرا في النمسا, وكان هناك العديد من العروض الفنية, فأخذتني رائحة الفن, وشعرت بالحنين للتمثيل, وبالفعل قررت العودة إلي الإسكندرية وبدأت في التحضير لرسالة الماجستير, وكنت مساعد باحث وهذا كله ليس حبا في الماجستير, ولكن لرغبتي في ممارسة النشاط الفني في الجامعة والعودة للمسرح, فلم يكن طموحي أن انضم لفرقة الفنون بالإسكندرية أو إذاعة الإسكندرية, عيني كانت علي السينما, وبعد فترة طلبت مني الجامعة أن أذهب إلي القاهرة لأبحث عن مخرج لمسرحية في الجامعة, وكان نفسي أذهب إلي نفس المخرج الذي قال لي اني لا أصلح, لكن إدارة الجامعة قامت بالاتفاق مع المخرج نور الدمرداش, ثم يتوقف محمود عبدالعزيز عن الحديث لدقيقة ويقول ضاحكا: اتذكر أن راتبي في هذا الوقت كان ستة عشر جنيها وسبعة وثمانين قرشا ويعود ليستكمل حديثه عن بداياته في عالم التمثيل. ويقول: بدايتي كانت من مسلسل الدوامة, وأكثر شيء استفدته وقتها أني كنت أعمل مساعد مخرج لملك الفيديو المخرج نور الدمرداش وكونت علاقات كثيرة, وعلمت أشياء كثيرة عن كواليس العمل الفني لتبدأ من بعدها الرحلة, وأتذكر أني قرأت كتابا للمؤلف الكبير بولوكويني كانت فيه مقولة تعني أنك أنت الذي تجعل الكون كله تحت أمرك وقتها لم أكن أدرك معني هذه الجملة لكني الآن أدركها. وعن رحلته في عالم السينما يقول: طموحي كان السينما وليس التليفزيون وكنت أتمني أن يقدمني الرائع رمسيس نجيب, وحين عرض المسلسل شعرت بالضيق لأن الأستاذ رمسيس لم يطلبني للعمل معه, وشعرت بالفشل إلي أن جاءني أوردر من الأستاذ رمسيس في الساعة السابعة صباحا, ويومها لم استطع النوم وأتذكر أني قمت بتلميع الجزمة سبع أو ثماني مرات حتي لا أشعر بالوقت, وبالفعل ذهبت إليه وكانت هناك لجنة كبيرة لاختيار الأبطال وأتذكر أن المصور الرائع وحيد فريد قال وقتها: بكرة مش هايعرفنا زي أحمد رمزي وغيره, وبعدها بدأت بروفات للفيلم بداية من قصة الشعر, للتمرين علي ركوب الخيل في نادي الفروسية, وعدم السهر, حتي بدأنا فيلم حتي آخر العمر وتوالت من بعده الأفلام. وعن فترة غيابه عن السينما لمدة ست سنوات بعد فيلم الساحر قال: لم أبتعد لأني لا أريد العمل, لكني أرفض أن أقدم عملا غير جيد أو دورا شبه دور قدمته, لأني لن أشعر بالرضا فالفن متعة, والحكاية مش حكاية فلوس, أو ملايين. وعن دور عبدالملك زرزور في فيلم إبراهيم الأبيض قال: دور زرزور من أصعب الأدوار في حياتي فمثلا دور الشيخ حسني في فيلم الكيت كات برغم أنه كان صعبا لكني ذهبت إلي الوفاء والأمل ورأيت نماذج كثيرة من الشخصية لكن زرزور كان بالنسبة لي مشكلة كبيرة لأنه يعتبر نفسه إله المنطقة التي يعيش فيها برغم أنه إنسان ويحمل داخله نقط ضعف كثيرة بالاضافة إلي أنه معقد كما أن سيناريو الشخصية لم يكن محددا لمعالمها لكني وجدت أربعة أسطر كانت هي المفتاح وهي المشاهد التي كانت ستحدث في البداية عن كل فرد من أبناء زرزور بوصفه وسنه وأنه مسجل خطر والأحكام التي عليه حتي جاء الدور علي عبدالملك زرزور تكتب علي الشخصية الاسم والسن ثمانية وسبعين عاما, غير مسجل خطر علي الأمن ضبط في أكثر من قضية دعارة ومخدرات ولم تثبت عليه أي تهمة وهذا الديالوج الصغير برغم بساطته إلي أنه كان المفتاح لشخصية زرزور كما أنه عنده ثمانية وسبعون عاما وشقي ومجرم كان يجب أن يكون هناك صلع في رأسه والذقن لزوم الهيبة في المنطقة والخاتم دليل علي الثراء.. من هنا جمعت الشخصية. وعن مساعدته لابنيه كريم ومحمد محمود عبدالعزيز في العمل الفني قال: الجيل الجديد لايستطيع أحد أن يفرض عليه رأيا, أنا حذرتهما من صعوبة العمل الفني وهما اختارا, فهذا الجيل لا يسيطر عليه أحد عكسنا نحن أخر جيل كان يبوس ايد والديه, ولن أفرض ابني علي أحد يكفي أنهما يركبان عربيات في الوقت اللي كنت يركب فيه المترو عشان أروح أشتغل فالفن ليس بالواسطة. لينتهي الحفل بفقرة من الزجل تتضمن المسيرة الفنية للفنان محمود عبدالعزيز قدمها الشاعر ناجح فريد ليقدم بعدها الأب بطرس دانيال درع التكريم وتصعد الفنانة ميرفت أمين والإعلامي وائل الإبراشي وأبناء الفنان محمود عبدالعزيز والمخرج كرم النجار ليحتفلوا معه بعيد ميلاده ويشاركوه تقطيع التورتة وسط غناء الحضور في القاعة.