خرج خالدعبد النبي المجند بالقوات المسلحة في آخر إجازة له لأسرته بقرية الكاجوج بمحافظة أسوان, مودعا أمه وأبيه وأشقائه الثلاثة بعد أن همس في أذن أمه طالبا منها الدعاء له ولزملائه الذين يواجهون الموت كل يوم برصاص الإرهاب الخسيس, الذي لايعرف ملة ولا دينا. قالها خالد ذو الواحد وعشرين ربيعا وهو يودع أسرته الوداع الأخير قبل أن يلقي وجه ربه برصاص الغدر أثناء تواجده بخدمته بالساحة الرياضية التابعة للقوات المسلحة بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء منذ يومين. ونعت المحافظة شهيد الواجب خلال الجنازة العسكرية والشعبية المهيبة التي تقدمها المهندس محمد مصطفي السكرتير العام, نائبا عن اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان عقب أداء صلاة الجمعة أمس. وقال محافظ أسوان: إن غدر الإرهاب الأسود لن يستمر وسيتم القضاء عليه, وتطهير البلاد من كل الأيادي النجسة التي تغتال شباب مصر خسة وغدرا, وهم يقومون بأداء واجبهم في حماية الوطن. وأضاف أن كل شعب مصر علي قلب رجل واحد, وأن أي شهيد هو شهيد لمصر كلها وليس لأسرة أو محافظة, ودعا محافظ أسوان أن يتغمده الله برحمته الواسعة وأن يسكنهم فسيح جناته. وبدموع علي فراقه ابنه وابن مصر قال والد الشهيد عبدالنبي الكاجوجي العامل بوزارة الصحة بالمعاش أنه يحتسب فلذة كبده عند الله شهيدا شأنه شأن كل الشهداء الذين سقطوا برصاص الإرهاب وهم يؤدون الواجب دفاعا عن أمن مصر, وقال إن الشهيد كان دائم الإتصال بهم حتي يطمئنهم عليه, وفي أخر مكالمة له طلب منهم الدعاء له ولزملائه حتي يقضوا تماما علي فلول الإرهاب في سيناء. وأضاف والد الشهيد إن أخر زيارة له كانت منذ فترة, حيث حضر حفل زفاف أحد أصدقائه بعزبة الكاجوجي بكوم أمبو, ثم غادر القرية متوجها إلي وحدته العسكرية بمدينة الشيخ زويد, وقال: إنه يعتبر دم ابنه فداء لمصر ولكن لن يشفي غليله إلا القضاء علي الإرهاب والقبض علي المجرمين أعداء الوطن والدين. أما والدة الشهيد وهي ربة منزل, فرغم حالتها الصعبة والبكاء الذي لا ينقطع فقد كانت صابرة علي هذا الإبتلاء وتردد جملة واحدة هي حسبي الله ونعم الوكيل, ثم تعود لتتذكر آخر كلماته وهو يودعها إدعيلييا امه... إحنا بنشوف الموت بعينينا كل يوم, وبنشوف فيلات تحتها أنفاق. كان شهيد أسوان قد لقي مصرعه الأربعاء الماضي بطلق ناري في الرأس, عن طريق أحد قناصة الإرهاب, أثناء قيامه بالخدمة المعين لها بالساحة الرياضية التابعة للقوات المسلحة بمدينة الشيخ زويد, حيث تم نقل جثمانه إلي مبرد مستشفي العريش العسكري, ومنه إلي مطار أسوان أمس. رابط دائم :