فيما نعلم, ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لم يكن جنديا مقاتلا في اي من الحروب التي شنتها إسرائيل, في هذه المنطقة. وفيما نعلم كذلك فان الشعب التركي, ومعه الجيش التركي ومعها الدولة التركية, ارتبطوا جميعا بعلاقات صداقة وتحالف وتعاون مع إسرائيل دون انقطاع, وقد اختارت تركيا ان تدخل تحت مظلة حلف الاطلنطي منذ تأسيسه بعد عام واحد من تأسيس إسرائيل, وحظيت تركيا في كل تلك المرحلة بعلاقة تحالف وثيق مع أمريكا. ومعني ما سبق, هو ان تركيا دولة وشعبا وقيادة وحكومة وجيشا واحزابا, لم يكن لها اي خبرة عملية واقعية بالصراع المزمن بين الحق العربي, والاحتلال الإسرائيلي, الخبرة التركية صفر المشاركة صفر, الاهتمام صفر, التضحيات صفر, والمساعدات صفر, الشهداء صفر الرصاص صفر, المساهمة في المفاوضات صفر الخسائر صفر. باختصار تركيا لم تكن هنا, لم تكن معنا, لم تكن تسمعنا, لم تكن ترانا, لم تكن تعبأ بنا, لم تكن تشاركنا حروبنا التي لم تنقطع حتي هذا اليوم. وعلي الجانب الآخر, اي الجانب الإسرائيلي, فان تركيا ذهبت إلي ابعد مدي في الاقتراب الدبلوماسي, التعاون العسكري التبادل التجاري, هكذا كانت وهكذا لاتزال. ثم حدث ماحدث في عام2002 وجاء اردوغان إلي السلطة وذهب يستجيب, ويستجيب, لشروط الالتحاق بالاتحاد الأوروبي دون جدوي. ثم قرر ان يلتفت إلي الشرق الأوسط, وسعي إلي دور في مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل, وقد اخفق المساعي, ثم اختار ان ينزل الملعب الفلسطيني, وفي الاثنين31 مايو2010 رأينا الدور التركي ينزف دما في البحر المتوسط, وذهب اردوغان ينزف خطبا هنا وهنا علي البر التركي اليابس. اخفق اردوغان ثلاث مرات مرة علي ابواب الاتحاد الأوروبي, وثانية علي المسار السوري, الإسرائيلي, وثالثة علي امواج البحر المتوسط. ثلاثة ملفات شائكة اعيت واعجزت المحترفين فماذا ينتظر الهواة ان ينجزوا حتي ولو كانوا في قامة اردوغان. اشهد ان اردوغان قائد عظيم ومؤثر, ولكن اجزم بان خبرته صفر, وكفاءته ضعيفة ومؤهلاته محدودة, فيما يختص بصراعنا المزمن مع العدوان الإسرائيلي. انه مستجد ويحتاج إلي المزيد من الخبرة والمزيد من الدروس.. وهي بطبيعة الحال من النوع الفادح ثمنه!