القدس المحتلة وكالات الأنباء: فيما يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) أمس زيارة إلي تركيا لتقديم واجب العزاء في ضحايا العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية, اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باعتقال عشرات المتضامنين مع الفلسطينيين الذين كانوا علي متن سفن أسطول الحرية مؤكدا أنهم يخضعون لفحوصات أمنية تختلف عن باقي الركاب. يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه تقارير إعلامية أن إسرائيل قررت الرد علي تركيا بإرسال أسطول مساعدات إلي قبرص ردا علي أسطول الحرية. ويبدأ الرئيس الفلسطيني اليوم جولة يستهلها بتركيا ويتوجها بلقاء في واشنطن مع باراك اوباما. واضيفت محطة أبومازن في تركيا الي برنامج الجولة الاساسي ليتسني له تقديم التعازي الي المسئولين الاتراك ومناقشة الاجراءات الواجب اتخاذها اثر' المجزرة', علي قول عباس. وتهدف رحلة أبومازن التي اعلنت رسميا في27 مايو الماضي, قبل اربعة ايام من مهاجمة الدولة العبرية لأسطول الحرية, الي لقاء الرئيس الأمريكي ومناقشة التقدم الذي احرز في المفاوضات غير المباشرة. ويتوقع وصول أبومازن بعد غد الي البيت الابيض, علي ان يجري ايضا محادثات مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وفي الكونجرس ومجلس الامن القومي, وفق ما افاد أمس مصدر دبلوماسي فلسطيني. وقد شهدت جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس مناقشات محتدمة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والعديد من وزراء حكومته بسبب الأزمة التي تواجهها إسرائيل حاليا والناجمة عن مهاجمة قوات الكوماندوز الإسرائيلية لسفن( أسطول الحرية) الذي يحمل مساعدات إنسانية إلي غزة واقتياد سفنه إلي ميناء( أشدود) الإسرائيلي واعتقال مئات المتضامنين الدوليين في مراكز اعتقال إسرائيلية. وذكرت صحيفة( يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية- في تقرير أوردته في موقعها الإلكتروني- أن نتانياهو كشف لأعضاء مجلس وزرائه النقاب عن أن إسرائيل تعتقل حاليا في مدينة مختلفة- لم يسمها- مجموعة تضم العشرات من المتضامنين الدوليين قال إنها هاجمت الجنود الإسرائيليين علي ظهر السفينة التي تمتلكها تركيا, حيث يخضعون الآن لفحوصات أمنية مختلفة تماما عن باقي الركاب. من جانبه, حذر وزيرالمالية الإسرائيلي يوفال ستينيتز من أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تدهورت قائلا' إنني أراقب الموقف عن كثب بقلق كبير وآمل في أن تكون لنا القدرة علي تحسين هذه العلاقات'. وأضاف' أريد أن أشير إلي أنني قابلت وزير المالية التركي منذ شهر, حيث كانت تركيا ضمن الدول التي أيدت انضمام إسرائيل لمنظمة التعاون والتنمية'. وعندما سئل عما إذا كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيقود قافلة إنسانية للإبحار بنفسه إلي قطاع غزة, قال الوزير الإسرائيلي' لا أريد أن يرتكب أي شخص أي حماقة'. وأعرب بعض الوزراء عن معارضتهم لطلب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الغارة التي شنتها البحرية الإسرائيلية, وقال وزيرالمالية يوفال ستينيتز' إن الحل الأكثر شرفا هو أن يأتي الحل من داخل البرلمان الإسرائيلي.. مشيرا الي أن هناك هيئة مخولة بالنظر في هذه المسألة والمقصود بهذا لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست'. وأشار وزير شئون الأقليات أفيشاي برافرمان إلي أنه من الواضح أنه ستكون هناك لجنة تحقيق بمشاركة دولية, وقال' إنه ينبغي أن تتعاون إسرائيل معها, لكي لا يتكرر ما حدث في تقرير جولدستون'. وكشفت مصادر تركية عن بدء الأممالمتحدة في تشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم الإسرائيلي علي قافلة المساعدات الإنسانية لغزة( اسطول الحرية) الذي وقع الاثنين الماضي. وذكرت مصادر بمجلس الوزراء التركي- في تصريحات أمس- أن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أطلع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي بينهما علي تشكيل اللجنة التي ستضم5 أعضاء برئاسة رئيس وزراء نيوزيلندا جيوفري بالمر, وسيكون من بين أعضائها ممثلان لتركيا وإسرائيل. وأضافت أن بان كي مون أكد أن اللجنة ستعد تقريرا يتضمن نتائج تحقيقاتها في غضون شهرين, مشيرة إلي أن أردوغان حث الأمين العام للأمم المتحدة علي العمل لحمل إسرائيل علي إنهاء حصارها لغزة وعلي توقيع عقوبات رادعة عليها بسبب عدوانها علي قافلة المساعدات الإنسانية. وكانت إسرائيل قد قررت ترحيل كل ناشطي وأفراد طاقم السفينة الأيرلندية ريتشل كوري أمس, إثر اعتراضهم وهم في طريقهم لكسر الحصار المفروض علي غزة. وفي تطور آخر, ذكرت تقارير إعلامية تركية أمس أن إسرائيل قررت الرد علي تركيا بإرسال أسطول مساعدات إلي قبرص ردا علي أسطول الحرية لغزة, الذي هاجمته القوات البحرية الإسرائيلية فجر الاثنين الماضي. وأضافت التقارير أن إسرائيل سترسل السفن إلي الشطر الجنوبي من قبرص دعما لها في المشكلة القبرصية, وللاحتجاج علي وجود القوات التركية واحتلالها للجزيرة القبرصية. وأشارت التقارير إلي أن أحد رجال الأعمال اليهود المشهورين, دون ذكر اسمه, سيقوم بتمويل إرسال هذه السفن التي ستنطلق بنهاية الأسبوع المقبل, وسيشترك بالرحلة نائب اسبق بالكنيست للرد بالمثل علي أسطول الحرية الذي انطلق من تركيا لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض علي غزة.