جاءت جولة كاترين آشتون الممثل الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في منطقة خان الخليلي السياحية أمس, والتي لم تكن معلنة ضمن جدول زيارتها لمصر, لتحمل رسالة للعالم أجمع مفادها أن الشعب المصري في كل حواري وأزقة ونجوع وقري المحروسة مع خارطة الطريق وضد القلة المارقة من الجماعة المحظورة. وقد قوبلت آشتون فور دخولها خان الخليلي بهتافات ترحيب, وسرعان ما تحولت زيارتها للمنطقة إلي مظاهرة حب وتأييد للفريق أول عبد الفتاح السيسي, حيث ملأت الهتافات المؤيدة لخارطة الطريق والسيسي أرجاء المكان, كما علت الأصوات المنددة والرافضة للجماعة المنحلة رسميا وأخلاقيا. وكانت هذه الرسالة العفوية التي بعثها تجار ورواد خان الخليلي أبرز رد علي محاولات الإخوان تشويه صورة مصر أمامها, بعد أن قاموا مساء أمس بتعطيل حركة المرور فوق كوبري أكتوبر, كما قاموا في بداية زيارتها لمصر بمحاولة اقتحام ميدان التحرير بأسلوب بربري وهمجي غير مسئول. وتبقي كلمة لابد منها وهي قد يكون من المقبول قيام آشتون بلقاء عمرو موسي أمس وقيامها اليوم بلقاء شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني والفريق أول عبدالفتاح السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور, ولكن من غير المقبول أن تلتقي بقيادات في الجماعة المحظورة, ولم يكن هناك مبرر للقائها بكل من عمرو دراج ومحمد علي بشر القياديين بالجماعة المحظورة مساء أمس بفندق كونراد. والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة, هو إلي متي سيتم السماح لهذه الآشتون بالتعدي علي السيادة المصرية, والتدخل في الشأن الداخلي المصري بهذا الشكل السافر, ومقابلة قيادات ينتمون لجماعة إرهابية تجاوزها الزمن؟ وإلي متي ستظل هذه السيدة تتعامل مع الإرهابيين والقتلة؟!. وأقول لآشتون إن مصر ماضية في طريقها نحو المستقبل وفق خارطة طريق واضحة المعالم, وأنها مهما قابلت وتعاونت ونسقت مع قيادات الإرهاب لن تنال من عزيمة المصريين وإصرارهم علي محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه, وأن الجماعة المحظورة لن تعود إلي الصورة مرة أخري بعد أن تآمرت وخانت وقسمت, وأن التجربة العملية أثبتت أن الإخوان لا يعرفون دينا ولا وطنا, وأن الوطن لديهم عبارة عن حفنة عفنة من تراب, ولتنصرفي عنا مسز آشتون.. أشتاتا آشتون. رابط دائم :