تطورت الأمور سريعا داخل الجمعية الوطنية للتغيير بما ينذر بقرب انهيارها, فعبدما تردد عن استقالة أبرز أعضائها, صرحت الدكتورة كريمة الحفناوي, عضوة الجمعية, بأن الدكتور محمد البرادعي, رئيس الجمعية, رفض البقاء في مصر بشكل دائم وقرر السفر لمتابعة أنشطته الخاصة, كما أعلنت لجنة الجمعية بالفيوم تجميد نشاطها وحل نفسها احتجاجا علي تغيير برنامج زيارة البرادعي للفيوم في آخر لحظة ودون الرجوع لها. وقالت كريمة الحفناوي إن البرادعي أصر علي حضور العديد من المؤتمرات الدولية حول الطاقة الذرية..وكشفت في تصرحات ل الأهرام المسائي عن أن الجمعية عقدت مساء أمس الأول اجتماعا استمر قرابة خمس ساعات بحضور جميع الأعضاء وتم الضغط علي الدكتور حسن نافعة وحمدي قنديل للبقاء في منصبيهما بعدما تردد عن استقالة نافعة كمنسق للجمعية وقنديل كمتحدث إعلامي لها. وأشارت إلي أن الجمعية ليست هي الدعم للبرادعي لخوض الانتخابات الرئاسية وان هناك حملة مستقلة لدعمه للترشح للرئاسة, لافتة إلي أن زيارات البرادعي الأخيرة في منطقة مصر القديمة والفيوم لم يشارك فيها أعضاء الجمعية الوطنية. من ناحية أخري, أصدر أعضاء اللجنة التأسيسية للجمعية الوطنية للتغيير بالفيوم بيانا تعلن فيه حل نفسها وتجميد نشاطها في الفيوم لأجل غير مسمي اعتراضا علي تجاهلهم وعدم الالتزام بالبرنامج الذي وضعوه لزيارة البرادعي لمركز سنورس بمحافظة الفيوم وتغييره دون الرجوع لهم. كما امتنعوا عن حضور الزيارة أو دعمها بأي صورة وقال البيان إن تغيير البرنامج جاء من قبل الحملة المستقلة لدعم ترشيح البرادعي رئيسا للجمهورية, وأضاف أنه بعكس ما أوهمنا به من أنه من بين أهداف الزيارة حضور مؤتمر الجمعية بالفيوم, فقد ضرب بالمؤتمر عرض الحائط وألغي ببساطة من برنامج زيارة البرادعي كأنه لم يكن, واستبدل مؤتمر الجمعية الوطنية بالفيوم والذي كان مخططا له أن يجمع كل قوي وناشطي التغيير بالمحافظة بمؤتمر هزيل نرحب فيه بالبرادعي ونؤيده ونبايعه ولانتكلم في السياسة أو عن الحزب الوطني. وقد نفي الدكتور محمد البرادعي علمه بهذا البيان مؤكدا نجاح الزيارة وأنه تناول في حديثه جميع القضايا المتعلقة بالتغيير. وفي سياق متصل نفي أيضا البرادعي علمه باستقالة الدكتور حسن نافعة والإعلامي حمدي قنديل اعتراضا منهما علي وجوده المستمر خارج مصر. وكان البرادعي وقيادات تنظيم الإخوان المحظورة قد أدوا صلاة الجمعة بمسجد مبارك بمركز سنورس بالفيوم وأعقب ذلك مؤتمر حضره عدد كبير من مؤيدي الإخوان بالفيوم. وقد بدا واضحا أمس في اللقاء أن البرادعي كان حريصا علي التنسيق مع الإخوان والارتماء في احضانهم حيث قال: الجمعية الوطنية للتغيير تتفق مع الإخوان في العديد من النقاط وترحب بها للانضمام معا نحو مسيرة التغيير.. مشيرا إلي أن هناك بعض الاختلافات في السياسة والرؤي إلا أن الإخوان يريدون التغيير أيضا. وفي هذا السياق يلتقي البرادعي اليوم مع الدكتور سعد الكتاتني عضو الإخوان وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها البرادعي لجماعة الإخوان المحظورة.