لم أتخيل يوماً أن يأتي الوقت الذي تحتفل فيه مصر بذكري انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الذكري الغالية علي قلوب كل المصريين والعرب والمسلمين في العالم، فيما لا تتردد فيه فئة ضالة من المصريين في رفع السلاح في وجه جنود وضباط وقادة هذا الجيش. فهذه المؤسسة الوطنية بامتياز التي حققت معجزة عسكرية بكل المقاييس مسحت بها عار هزيمة 67، والتي مكنت المصريين من استرداد سيناء للسيادة المصرية من أيدي العدو الصهيوني بعدما أشاعت دولة الاحتلال أن جيشها لا يقهر، فإذا بأبناء مصر المخلصين الأبرار يقهرونه ويلقنونه درساً لا أظن أنهم نسوه حتى الآن. من 04 عاماً بالضبط خاض جنودنا معركة الشرف والكرامة علي أرض سيناء، رووا رمالها بدمائهم، وسطروا مجداً لا تمحوه الأيام، هم نفس الجنود الذين يخوضون الآن حرباً أخري علي الإرهاب المتدثر برداء الدين، والدين منهم براء. وكما انتصر أبناؤنا الشرفاء علي أبناء صهيون في حرب الأيام الستة، سيحرروا سيناء من التطرف المجرم، وسيطهروا أرض الفيروز من كل الإرهابيين. أشقاؤنا الآن في الشوارع والميادين يسهرون الليل بطوله حاملين أسلحتهم وأمتعتهم، وهم مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل التصدي لعناصر الطابور الخامس داخل المدن المصرية التي تستهدف أمن واستقرار الوطن. جنودنا العظام البواسل، خير أجناد الأرض، هبوا لحمايتنا من الإرهاب الأسود، وسيوفقهم الله في مهمتهم، من أجل إعادة البسمة لوجوه الأطفال، والاستقرار للمجتمع الذي أنهكته الأزمات، والانتعاش إلي التجارة والصناعة والسياحة، لتعود عجلة الإنتاج إلي الدوران من جديد، ويعود السائحون ليملأوا شوارعنا آمنين فرحين بوجودهم في أفضل بلاد العالم. غداً بإذن الله أفضل، للأجيال القادمة، لورود وأزهار تتفتح، لوجوه لا تعرف الحقد ولا الغل، لقلوب يملؤها الإيمان بالله وبأن نصره وفرجه قريب. هذه الأيام تعيد لنا الإحساس بالفخر والعزة، وتدفع بنا إلي الأمام لنثبت للعالم أننا قادرون بإذن الله علي عبور الأزمة كما عبرنا القناة وحطمنا خط بارليف. لن تقف الجماعة في طريقنا مهما افتعلت الأزمات، ومهما لبست ثوب المجني عليه، ومهما مثلت دور الضحية. فليحتفل المصريون بأعياد النصر، ولتكن ذكري أكتوبر دائماً في قلوبنا تذكرنا بإنجاز الرجال. فتحيةً للرجال في عيدهم، وكل عام ومصر كلها بخير. رابط دائم :