فجر الاجتماع الأخير الذي عقده اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان مع ممثلي غرف وشركات السياحة والعاملين في هذا المجال, خلافا طارئا حول طبيعة السياحة والإقبال السياحي بالمحافظة. ففي الوقت الذي تناول فيه المحافظ قلة عدد المزارات الأثرية في أسوان مقارنة بالأقصر مطالبا خبراء السياحة بالاستفادة من خبرات نظرائهم هناك, من أجل جذب السائحين وضمان زيادة عدد الليالي السياحية, رد الحاضرون بالمطالبة بوضع أسوان تحت مظلة منظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة اليونسكو, أسوة بما تم في الأقصر من قبل. كما كشفوا عن عدم استغلال العديد من الأنماط وعوامل الجذب السياحية, بسبب الروتين والبيروقراطية التي تقف عائقا أمام الاستغلال الأمثل لمحافظة بحجم أسوان, وهو الدور الذي يجب أن يسهم فيه المحافظ بقوة بالتنسيق مع أهل السياحة الأدري بشعابها في ساحرة الجنوب. ووجه نقيب المرشدين السياحيين عبد الناصر صابر اتهاما مباشرا للجهاز الإداري بالمحافظة, الذي وعلي حد ماقال يفتقد للرؤية الإبداعية السليمة لتجهيز مدينة أسوان لتكون لائقة سياحيا. وبعيدا عما كشف عنه هذا الاجتماع الذي يعطي إيحاءات أن السياحة في أسوان علي كف عفريت قرر اللواء مصطفي يسري تشكيل مجلس أعلي للسياحة علي مستوي المحافظة, ويضم المجلس ممثلين لمختلف القطاعات السياحية سواء كانت شركات أو فنادق أو مرشدين. بالإضافة إلي الخدمات الأخري التي تضم البازارات السياحية وغيرها, وذلك بهدف الارتقاء بصناعة السياحة التي تمثل العمود الفقري وعصب الحياة لقطاع عريض لأبناء أسوان علي المستويات الاقتصادية والثقافية والتراثية والاجتماعية, وقال المحافظ أن المجلس سيكون منوطا به رصد المشاكل والمعوقات الأساسية للسياحة والعمل علي وضع الحلول العاجلة لها, بالإضافة إلي السعي لتنفيذ أجندة محددة تعيد المكانة السياحية لأسوان. وأكد المحافظ أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من المشاركة والتعاون بين الكيانات السياحية, لإبراز المقومات السياحية للمحافظة بشكل لائق, من خلال الأساليب الحديثة للدعاية والتسويق والتواجد بالبورصات العالمية, وقال يسري إنه سيوجه الدعوة لوزراء السياحة والآثار والطيران المدني لحضور مهرجان تعامد الشمس علي معبد أبوسمبل في22 أكتوبر المقبل, ليكون تحت رعاية وزارة السياحة كنقطة انطلاق للموسم الجديد. ومن جانبه اتهم عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحين بأسوان الجهاز الإداري بالمحافظة بالبيروقراطية وإعاقة تنفيذ الأفكار الجاذبة للسياحة, وقال إن الجهاز يفتقر للرؤي الإبداعية والأفكار المتجددة السليمة, وواصل مطالبا بتطوير شبكة الطرق الرئيسية, خاصة طريقي القاهرةأسوان الزراعي وأبو سمبل الصحراوي, والعمل علي إعادة الوجه الجميل لمدينة أسوان التي تعاني من مشاكل متعددة كالنظافة والتشجير. وفيما يتعلق بالمقارنة مع محافظة الأقصر التي تضم ثلث آثار العالم قال نقيب المرشدين إن مدينة الأقصر كانت محظوظة ومدللة, برعاية الدولة لها في ظل النظام قبل السابق في كل المجالات والنواحي, الأمر الذي دفع اليونسكو برعايتها ووضعهاأيضا تحت مظلته, ووافقه في الرأي أشرف مختار عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بأسوان قائلا: إن مقومات أسوان كسياحة علاجية وثقافية وسفاري وصيد تجعلها متفردة دونا عن باقي المحافظات والمدن السياحية, ويكفي والكلام علي لسانه أنها تجمع بين حضارات متعددة في مكان واحد, لكل العصور سواء الفرعونية أو النوبية, والبطلمية, والإسلاميةالفاطمية. رابط دائم :