تحولت محطة قطار دمنهور من وسيلة نقل لتسهيل المهام اليومية للأفراد كانت توفر قسطا من الراحة والوقت, خاصة في المسافات الطويلة, إلا أنها أصبحت كابوسا يطارد جميع المنتفعين والركاب الذين يترددون يوميا علي المحطة, فيما غض جميع المسئولين البصر عنها, ففي مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة يتوافد الآلاف من المواطنين علي محطة القطار يوميا ولكنها لا تليق أن تكون مكانا آدميا يوجود فيه الناس للاستراحة ثم للسفر انما أصبحت رمزا للشقاء الذي ينتظر المواطن. ولم تشهد محطة قطارات دمنهور أي أعمال للتطوير, علي الرغم من مرور أكثر من100 عاما علي إنشائها وأهميتها في مسار الحياة اليومية, حيث سقطت من حسابات مسئولي الهيئة العامة للسكك الحديدية, وجميع قرارات مسئولو هيئة السكة الحديد, مجرد حبرا علي ورق, فحقيقة الامر ان الوضع الحالي للمحطة مؤسف للغاية, حيث تهالك مبناها تماما وانهارت أجزاء من الشرفات العلوية وأكل الصدأ والبارومة سقف المبني المكون من طابقين ناهيك عن الأماكن المخصصة للاستراحة حيث ان المقاعد مصنوعة من الخشب والذي تآكل من الشمس ومياه الأمطار, كما يوجد بالمحطة مسجد صغير مهدد بالسقوط وتراكمت حوله العديد من المياه والقمامةأما دورة المياه بالمحطة فيأنف المارة من مجرد الاقتراب منها بسبب الانقطاع المستمر للمياه بداخلها وانبعاث الروائح الكريهة. وعن المشكلة يؤكد المهندس سعيد بسيوني رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية بالبحيرة, أن المحطة لا تليق تماما بمدينة دمنهور فهي منخفضة عن مستوي ارض الميدان بأكثر من5 أمتار مما يرهق كثيرا المسافرين وخاصة كبار السن أو المرضي أو ذوي الاحتياجات الخاصة, موضحا ان محطة دمنهور محطة رئيسية وتستقبل يوميا أكثر من8 آلاف راكب, ويضيف الدكتور عبدة النحال أستاذ القانون الجنائي, أنه رغم مرور أكثر من10 أعوام علي طرح موضوع تطوير المحطة فلم يتم شئ علي أرض الواقع. ويكشف بسيوني أن البداية كانت في عهد المهندس أحمد الليثي المحافظ الأسبق والذي فكر في نقل المحطة الي منطقة جزيرة البط وإنشاء محطة جديدة واستخدام القديمة كمحطة للقطارات الفرعية وقطارات البضائع لكن اعترض مسئولون الهيئة وقتها وأكدوا عدم إمكانية تنفيذها بسبب وجود انحناء في مسار شريط السكة الحديد يحول دون نقلها ويحتم بقاءها بنفس المكان ورغم أنه تم عمل التصميمات لتلك المحطة لكن لا أحد يعلم لماذا توقف العمل في إنشاءها. وتشير الدكتورة سهير المنياوي إلي أن المشكلة تكمن في تعاقب العديد من المهندسين علي رئاسة الهيئة العامة للسكك الحديدية حيث سبق أن أعلن رئيس الهيئة الاسبق عن ادراجها ضمن خطة التطوير لعام2007, وللأسف الشديد لم تنفذ الخطة وحل مكانه رئيس جديد للهيئة وتكررت الوعود وشاءت الأقدار ان يقع عدد من حوادث القطارات ويتم اقصاؤه لتستمر المشكلة بلا حل. ويكشف حمدي عقدة أمين الحزب الناصري بالبحيرة أن حال محطة القطار بدمنهور أرحم بكثير من محطات القطار بالمراكز والمدن التابعة لمحافظة البحيرة, فمحطة أبوحمص والرحمانية وكوم حمادة وكفرالدوار وغيرها تعاني الأهمال الشديد حيث اوصدت ابواب دورات المياه والاستراحات فيها بالاقفال حتي الرصيف تكسر بلاطه مما يسبب العديد من الحوادث للمواطنيين, ويتسائل عقدة هلغض الطرف عن محطات السكة الحديد بالبحيرة من الداخل لأنها غير مرئية للمسئولين أم أنهم قد تغاضوا عنها عمدا ؟. رابط دائم :