شهدت عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم أمس, خروج مظاهرات حاشدة من المواطنين احتجاجا علي رفع الدعم عن المحروقات, خاصة في أم درمان ومنطقة بري وشارع الستين. وواجهت السلطات الأمنية السودانية المسيرات بشارع الستين بالخرطوم بحري, واشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن, مما أدي لوقوع جرحي مع تأكيد بعض شهود العيان مقتل مواطن في شارع الستين جراء إطلاق النار عليه من قبل رجال الأمن. كما شهدت ولاية الأبيض مسيرات احتجاجية منددة بقرارات حكومة الخرطوم, والمطالبة بإسقاط النظام وتجميد القرارات الاقتصادية, من جانبها كثفت السلطات الأمنية السودانية تواجدها في مختلف أحياء ومحليات ولاية الخرطوم, لمواجهة أي خروج عن المظاهرات السلمية. جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمتا العفو الدولية والمركز الإفريقي لدراسات العدل والسلام إن حصيلة القتلي حتي الآن في الاحتجاجات التي تشهدها السودان بلغت50 قتيلا. وأفادت المنظمتان خلال بيان مشترك لهما حسبما ذكرت شبكة( إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية أمس أنهما وثقتا حتي الآن50 حالة وفاة خلال يومين فقط من التظاهرات وأن أغلب حالات الوفاة لشباب تتراوح أعمارهم بين التاسعة عشرة والسادسة والعشرين, فيما أفاد أحد شهود العيان بأنه شاهد جثتين لشخصين مصابتين بطلقات نارية في الظهر, الأمر الذي يوضح أن الشرطة أطلقت عليهم النيران بينما كانا يلوذان بالفرار. وقالت لوسي فريمان نائبة رئيس منظمة العفو الدولية لإفريقيا إن حالات إطلاق النار شملت استهدافا مباشرا لرؤوس وصدور المتظاهرين, وهو ما يعد انتهاكا صارخا لحق الحياة, لذا فإنه يتوجب علي الحكومة السودانية إنهاء ذلك القمع فورا. وفي السياق ذاته, أفاد نشطاء وأطباء في مستشفي الخرطوم إن100 شخص علي الأقل لقوا مصرعهم في الاحتجاجات منذ الإثنين الماضي, فيما أفاد أحد الأطباء في أحد مستشفيات مدينة أم درمان أن المستشفي استقبلت وسجلت حتي الآن113 حالة وفاة في العاصمة الخرطوم فقط. وعلي صعيد متصل, أكد وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد عودة الهدوء, وأن أمن المواطن خط أحمر لا تهاون إطلاقا مع من يزعزعه ويهدد الاستقرار, مشيرا إلي عودة الهدوء لمختلف الولايات السودانية خاصة الخرطوموأم درمان وود مدني, بعد أحداث الشغب التي تمت خلال الأيام الماضية. ودعا محمود في تصريح صحفي أمس إلي ضرورة تضافر الجهود لتوفير الأمن والاستقرار في البلاد وهي مسئولية مشتركة بين المواطن والأجهزة الشرطية والأمنية, ونبه الوزير السوداني, المواطنين ألا ينجروا مع وسائط إعلامية معادية للسودان, مستشهدا بأحد القنوات الفضائية التي بثت مؤخرا حديثا للنائب الأول لم يقله إطلاقا كما إن هناك فضائيات أخري تحاول إثارة الفتن وتؤججها. وطلب وزير الداخلية من المواطن السوداني أن يكون واعيا تماما ويشارك في حفظ الأمن والاستقرار معربا عن ثقته بتجاوز هذه المرحلة, وكشف وزير الداخلية السوداني إن600 عنصر علي الأقل تم اعتقاله في الأحداث التخريبية الأخيرة بالخرطوم وود مدني متلبسين بالسرقة أو النهب, وأمام النيابات الأن100 بلاغ جاهز بمعروضاته ومستنداته القانونية, مؤكدا أن الأسبوع القادم سيشهد بداية المحاكمات لهؤلاء المقبوض عليهم. وفي غضون ذلك ايضا, ألقت الأجهزة الأمنية القبض علي142 متهما خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة. وكان4 أشخاص قد أصيبوا بأعيرة نارية خلال المظاهرات بود مدني وأصيب خمسة من رجال الشرطة, وتم نقلهم للمستشفيات, فيما تم حرق6 محطات وقود, وجزء من مبني أحد البنوك, ومحطة كهرباء ود مدني, بالإضافة إلي إحراق ونهب عدد من السيارات والمحال التجارية ومحال للذهب, في أحداث الشغب التي شهدها عدد من الولايات السودانية خاصة مدينتي ود مدني وأم درمان احتجاجا علي إجراءات الحكومة في رفع الدعم عن المحروقات والتسبب في ارتفاع كبير للأسعار فاقت قدرة المواطن السوداني. رابط دائم :