في الوقت الذي تقوم هيئة ميناء السد العالي, التي تتبع إداريا لمحافظة أسوان, بإجراء عمليات تجميل وتطوير للميناء, سقطت من حساباتهم الأمور الهامة والخطيرة التي تتعلق بأمن وسلامة الركاب والعاملين وكذلك البضائع المصدرة والمستوردة من وإلي السودان الشقيق. وصدق أو لا تصدق أن المسطح المائي الهائل الذي تعمل داخله الآلاف من مراكب الصيد, بالإضافة إلي9 فنادق سياحية عائمة, وباخرتان تقوما بنقل الركاب مابين السد العالي ووادي حلفا ونحو9 صنادل لنقل البضائع, تخدمه وحدة إطفاء نهرية واحدة تعمل في مساحة نحو350 كيلو مترا, وهي الأن معطلة تماما, مما ينذر بكارثة في حالة نشوب أي حريق داخل المسطح. الغريب والمثير أن اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان كان قد قام بتفقد الميناء منذ أسبوعين, ولم يتطرق أحد من هيئة الميناء لعرض هذه المشكلة الخطيرة, واكتفوا جميعا بالمطالبة بتخصيص محول كهربائي, وشرح أعمال التطوير والتجميل التي تركزت علي التشجير والإنارة وإنشاء نافورة بتكلفة500 ألف جنيه. والأكثر إثارة ومايدعو للقلق, أن وحدة الإطفاء النهرية الوحيدة كانت قد تعطلت منذ فترة طويلة, في الوقت الذي تهالكت فيه أيضا سيارة الإطفاء الوحيدة الموجودة داخل الميناء, الأمر الذي سيترتب عليه الاستعانة بسيارات الإطفاء التابعة للسد العالي أو الحماية المدنية بأسوان, التي تقع علي بعد28 كيلومتر من الميناء, في حالة نشوب أي حرائق بالميناء وهو مايضع العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لعدم توفير وحدات إطفاء نهرية حديثة تتناسب مع ميناء بحجم ميناء السد العالي, الأمر الذي يتطلب تدخل الحكومة فورا, لتوفير العديد من وسائل الإطفاء النهرية عموما, قال أسعد عبد المجيد رئيس هيئة الميناء أنه تم توصيل خطوط المياه حتي حدود المراسي علي المسطح المائي, كما تم علاج مشكلة المرشح الوحيد بعد أن أصبح داخل المسطح بسبب ارتفاع منسوب البحيرة. وحول تعطل وحدة الإطفاء النهرية اللنش أكد عبد المجيد أن تم استدعاء إحدي الشركات المتخصصة لإصلاحه, حيث أوصي المتخصصون بضرورة رفعه إلي البر حتي يمكن إتمام عملية الإصلاح, وهو ماس يستغرق بعض الوقت. واعترف رئيس هيئة الميناء بتهالك سيارة الإطفاء الوحيدة التي يمكن أنه تتعامل مع أي حرائق داخله, إلا أنه وعلي مسئوليته قال أنها تتبع لمصلحة أمن الموانيء, المنوط بها توفير أكثر من سيارة ليتناسب ذلك مع حجم حركة نقل الركاب والبضائع بين مصر والسودان. وأعلن عبد المجيد عن بدء تركيب المحول الكهربائي داخل الميناء إعتبارا من أمس بتكلفة200 ألف جنيه, مناصفة بين هيئتي الميناء ووادي النيل للملاحة النهرية, وهو ماسيعمل وعلي حد قوله علي حل العديد من المشاكل وأهمها ضمان تشغيل جميع الأجهزة التي تخدم الركاب والبضائع بكفاءة في ظل الظروف التي تحيط بالبلاد ومابين الواقع داخل الميناء وتصريحات رئيس الهيئة, نضع هذه المشكلة الخطيرة أمام جميع المسئولين وعلي رأسهم اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان, قبل أن تقع كارثة, لنبكي وكالعادة بعدها علي اللبن المسكوب. رابط دائم :