النوايا الحسنة لا تكفي للإفلات من سوء الحظ, وفي الوقت الذي يكافح فيه الرئيس أوباما بقعة الزيت التي احدثت اكبر كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدة ها هو يجد نفسه أمام اضخم عملية تلوث سياسي نتيجة التصرف الإسرائيلي الأخرق والمجنون تجاه اسطول الحرية في المياه الدولية. صاحب النوايا الحسنة والوعود التي انعشت آمال واحلام السلام في المنطقة غارق في مشاكله الداخلية ابتداء من الأزمة المالية وانتهاء بالتسرب النفطي وبين الحين والآخر يرسل مبعوثه ميتشيل بحثا عن شعاع من الضوء يهدي للخروج من النفق المظلم, ولكن نتانياهو الأكثر خبرة يختار ليلة ذهابه إلي واشنطن للقاء سيد البيت الأبيض للقيام بمهاجمة سفن الاغاثة, وبذلك يقطع الطريق أمام امكان التوصل إلي نتيجة للمفاوضات غير المباشرة التي استغرق الوصول اليها جهدا طويلا من الإدارة الأمريكية. والتلوث السياسي الذي احدثته إسرائيل سيظل قائما لفترة غير معلومة تماما كما هي الحال في خليج المكسيك, والخسائر ستكون حتما من نصيب الرصيد الأمريكي الذي يتقلص لصالح اطراف أخري اقليمية ودولية. ومنذ وقوع الأحداث الأخيرة التي اذهلت وشغلت الرأي العام العالمي لم نسمع ونر الرئيس الأمريكي وهو يدين بكلمات واضحة السلوك الإسرائيلي وكل ما في الأمر أنه يدعو إلي توخي الحذر في ردود الفعل حفاظا علي إسرائيل.. ولا أكثر من ذلك.. أوباما تصله بالتأكيد نتائج الاستفتاءات التي تشير إلي تدني شعبيته داخل بلاده إلي مستويات قياسية, وعليه أن يدرك أن مصداقيته قد تلقت ضربة قاصمة مع هجوم الفجر في مياه البحر المتوسط, وهو الآن في أشد الحاجة إلي معجزة لن تأتي ابدا. muradezzelarab@hotmailcom