انقرة- وكالات الانباء: حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اسرائيل أمس من مغبة اختبار صبر انقرة ودعا الي معاقبة الدولة العبرية علي المجزرة الدموية علي متن سفن الاغاثة المتوجهة الي غزة. وقال اردوغان امام اعضاء البرلمان التركي في رد غاضب علي الهجوم الاسرائيلي ان المجزرة الدموية التي ارتكبتها اسرائيل ضد السفن التي تحمل مواد اغاثة الي غزة تستحق الادانة. وقال ان الهجوم الوقح وغير المسئول الذي شنته اسرائيل والذي ينتهك القانون ويدوس علي الكرامة الانسانية, يجب ان يعاقب بكل تاكيد.وقال وسط تصفيق الحاضرين يجب ان لا يختبر اي كان صبر تركيا.وأكد أن الهجوم الإسرائيلي علي قافلة أسطول الحرية هو عمل دنيء يضرب في الصميم الفلسفة الانسانية للأمم المتحدة. وقال امس إن تركيا ليست دولة بلا جذور وليست هي الدولة التي يمكن لأحد ان يخضعها للاختبارات أو يحاول جس نبضها, مشيرا الي أنها ستواصل العمل علي الحصول علي حقها بكل الطرق والوسائل القانونية والدبلوماسية التي يكفلها القانون الدولي. وطالب أردوغان المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء بالادانة والشجب ومتابعة عمله علي تنفيذ ماجاء في بيان مجلس الأمن الدولي أمس الأول بالتحقيق الدولي في الهجوم وانتهاك اسرائيل للقوانين الدولية وقوانين الملاحة البحرية ومهاجمة سفينة مدنية في المياه الدولية. وشدد اردوغان علي أن الهجوم الإسرائيلي الذي كشف عن الوجه القبيح للظلم الإسرائيلي مرة أخري لن يثني تركيا عن مواصلة دعمها للفلسطينيين, وأنها لن تدير ظهرها للفلسطينيين او لغزة, ولن تتخلي عن جهودها لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وكشف اردوغان عن ان بلاده قامت باستدعاء سفيرها في اسرائيل وإلغاء ثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل والدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عقد امس الأول بمشاركة وزير خارجية تركيا, وأصدر بيانا أدان فيه الاعتداء الإسرائيلي وقرر فتح تحقيق في الاعتداء وطالب إسرائيل بالافراج عن السفن وإطلاق سراح المرافقين لها علي الفور. وتابع أردوغان أن تركيا استدعت فريق الشباب التركي لكرة القدم الذي كان موجودا في اسرائيل وطالبت بعقد اجتماع طارئ للناتو وأجرت اتصالات مع منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وستعقد المنظمة اجتماعا طارئا يوم الاثنين المقبل. من جانبه أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس ان هجوم اسرائيل علي قافلة المعونة التي كانت تحاول الوصول الي غزة سيكون له أثر سلبي طويل الأجل علي عملية السلام في الشرق الاوسط. وأضاف أن جهود أنقرة لاستئناف المحادثات بين سوريا واسرائيل ستجمد. وقال للصحفيين في اجتماع علي الإفطار في واشنطن كيف نعول علي ان لنا شريكا حقيقا يريد السلام وهم لا يحترمون مواطني دولة صديقة؟ وتابع اذا لم يتحركوا فكيف يتسني لنا اقناع سوريا او دول أخري في المنطقة بأنهم يريدون السلام؟ واضاف انه يطلب من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اجتماعهما امس ادانة امريكية واضحة للهجوم الاسرائيلي قائلا ان تركيا تشعر بخيبة الامل بشأن الموقف الامريكي حتي الان. ومضي قائلا: مازال بعض حلفائنا غير مستعدين لادانة الافعال الاسرائيلية. ونحن نتوقع التضامن الكامل معنا. ينبغي الا يكون الامر الاختيار بين تركيا واسرائيل بل الاختيار بين الصواب والخطأ.