قرأت علي إحدي صفحات موقع فيس بوك رسالة أم تخاطب ابنها وتوصيه ولا أستطيع أن أصف لك مدي تأثري بحكايتها فقد شعرت أنها تتحدث عني أنا بعد أن تقدم بي السن وهرمت. عشت معها وهي تقول.. ولدي العزيز..في يوم من ا لأيام ستراني عجوزا غير منطقية في تصرفاتي عندها من فضلك أعطني بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمني وعندما ترتعش يدي فيسقط طعامي علي صدري وعندما لا أقوي علي لبس ثيابي فتحلي بالصبر معي وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم. إن لم أعد أنيقة جميلة الرائحة فلا تلمني واذكر في صغرك محاولاتي العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة لاتضحك مني إذا رأيت جهلي وعدم فهمي لأمور جيلكم هذا ولكن..كن أنت عيني وعقلي لألحق بما فاتني أنا من أدبتك أنا من علمتك كيف تواجه الحياة فكيف تعلمني اليوم مايجب وما لايجب؟ لاتمل من ضعف ذاكرتي وبطء كلماتي وتفكيري أثناء محادثتك لأن سعادتي من المحادثة الآن هي فقط أن أكون معك فقط ساعدني لقضاء ما أحتاج إليه فمازلت أعرف ما أريد وعندما تخذلني قدماي في حملي إلي المكان الذي أريده كن عطوفا معي وتذكر أني أن تأخذ بيدي اليوم فغدا ستبحث عمن يأخذ بيدك في سني هذا وإعلم أني لست مقبله علي الحياة مثلم ولكني ببساطة أنتظر الموت فكن معي ولاتكن علي عندما تتذكر شيئا من أخطائي اعلم أني لم أكن أريد سوي مصلحتك وأن أفضل ماتفعله معي الآن أن تغفر زلاتي وتستر عوراتي.. غفر الله لك وسترك لازالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحني كما كنت بالضبط فلا تحرمني صحبتك. كنت معك حين ولدت فكن معي حين أموت.. وكما قالت هي أنا مثلها أنتظر الموت فأنا لا أختلف كثيرا عنها غير انها امتلكت شجاعة تبصير ابنها بحقها عليه في الوقت الذي لم استطع أنا مواجهة ابني الذي ثقل عليه همي وحملي بعد أن تقدم بي السن ولم يعد هو أو زوجته يطيقان وجودي في حياتهما ولم يكن هناك حل إلا وضعي في إحدي دور رعاية المسنين حتي أنتظر الموت وحيدة. ل.م.ع القاهرة نرفق بحالك يا أمي وانصحي عن ابنك لعله يعود يوما عن غيبه وعقوقه فأنت لاتدرين أن غضب الأم علي ابنها قد يجعل من قبره نارا متأججة لو أن دخله قبل أن تصفحي عنه وإذا كانت الحياة قد أخذته وشغلته عنك ادعي له لعله توب ويرجع عن غبيه ويتذكر قول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.. كل الذنوب يؤخر الله مايشاء إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات..وفي رواية أخري.. بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق. رواه الحاكم عن أنس و صححه الألباني في صحيح الجامع. رابط دائم :