يري العديد من المراقبين أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتدخل العسكري في سوريا هو قرار سياسي للحفاظ علي مصالح الولاياتالمتحدة وليس قضية أخلاقية نيابة عن الشعب السوري فهي لن تعالج مباشرة الأزمة الإنسانية المستمرة الناجمة عن الحرب الأهلية وقتل المدنيين بل إن أوباما يستخدم القوة ضد أشكال مختارة من الانتهاكات دون غيرها في باقي دول العالم و رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن استهداف ضربة أمريكية لمخازن الأسلحة الكيماوية سيكون صعبا ومعقدا للغاية من وجهة النظر العسكرية فالأسلحة الكيميائية لن تتبخر فقط دون ان تسبب كارثة اثناء الهجوم فإذا ضربتها الذخائر الأمريكية سيحدث اطلاق سراح بعض السموم في الهواء أو في شكل سائل علي الأرض وهناك توقعات بتأثير خطير علي البيئة في المنطقة المحيطة مضيفة أن صواريخ كروز الأمريكية علي وجه الخصوص لن تكون قادرة علي تدمير مخزونات المواد الكيميائية, فالرءوس الحربية ليست كبيرة بما يكفي للتخلص من الأسلحة الكيميائية تماما. ووفقا لكريستوفر هارمر المحلل في معهد دراسات الحرب, فإن العمليات الجوية وحدها من المرجح أن تكون قادرة علي استهداف الأسلحة الكيماوية ولكن ليس تماما ولكن ستسمح الضربات الجوية ضد مخازن الأسلحة الكيماوية للجماعات المتطرفة الوصول إلي أي مخزونات متبقية. واشار التقرير إلي أن مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية ربما يكون كبيرا جدا بالنسبة للولايات المتحدة لتقوم بتدميره. وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنه إذا ارادت واشنطن السيطرة بالكامل علي الأسلحة الكيماوية من خلال تدمير أجزاء كبيرة من مخزونها المتراكم, واعتراض حركة المواد الكيميائية المتبقية, والاستيلاء علي أنظمة التسليم وغيرها من الإجراءات, فإن هذا الخيار يدعو لإقامة منطقة حظر طيران, وستكون هناك حاجة إلي الآلاف من قوات العمليات الخاصة والقوات البرية الأخري للاعتداء علي المواقع الحرجة ويمكن أيضا أن تصل متوسط تكاليف تلك العمليات إلي أكثر من مليار دولار شهريا. فيما أشارت شبكة فوكس نيوز إلي أن أوباما يقابل معوقات داخلية حيث يضغط الكونجرس عليه للحصول علي موافقته بالتدخل العسكري في سوريا ولكن من غير الواضح ما إذا كانت مطالبات نواب الكونجرس من شأنه أن يبطئ قرار الإدارة الأمريكية حيث أشار مسئولون أنه قد يتم الافراج عن وثائق استخباراتية تؤكد تورط نظام الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه دون إعلان موعد للافراج عن تلك الوثائق. ووفقا للتقرير فقد حث النائب الجمهوري سكوت ريجيل باقي نواب الكونجرس للتوقيع علي خطاب لأوباما للضغط عليه لإعادة عقد مؤتمر جنيف والحصول علي موافقة الكونجرس لأي عمل عسكري من بينهم السناتور باك مكيون رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب والسناتور جون كورنين. وأكد السناتور تيم كاين أنه في ظل عدم ثبوت تهديد وشيك علي الأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية فإن الإدارة الأمريكية لا ينبغي أن تعطي قرارا بالحرب والشروع في عمل عسكري دون موافقة الكونجرس. وقد أظهر استطلاع رأي حديث لشبكة فوكس نيوز أن44% من الأمريكيين يرون أن علي الولاياتالمتحدة الخروج من الصراع تماما بينما يفضل حوالي11% فقط من الأمريكيين ان يكون التدخل في سوريا عن طريق إرسال أسلحة ومعونات فقط إلي المعارضة.