أثار انقسام واشنطن حول المعونة المقدمة لمصر مزيدا من التساؤلات بشأن من الذي تدعمه الولاياتالمتحدة وسط الاحتجاجات السياسية المتصاعدة في أكبر دولة في الشرق الأوسط حيث قسم الخلاف الأحزاب السياسية في كل من البيت الأبيض ومجلس النواب ومجلس الشيوخ خاصة بعد جلسة الكونجرس أمس الأحد. حيث رأي خوان كول أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا في جامعة ميتشيجان الأمريكية أن هناك أسباب قانونية وأخلاقية لتواصل أمريكا تقديم تلك المعونة لمصر أبرزها أن الولاياتالمتحدة لا تعطي الكثير من المساعدات للشعب المصري فقط250 مليون دولار سنويا مع1.55 مليار دولار مساعدات عسكرية وذلك لتدعيم العلاقات بين الجيش المصري والبنتاجون, وثانيا من وجهة نظر كول أن المساعدات العسكرية معظمها منح عينية من الأسلحة والمتضرر من وقف تلك المساعدات شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية مثل شركات لوكهيد مارتن وجنرال ديناميكس والعاملين فيها الذين سيعانون إذا تم قطع تشغيل تلك الأسلحة كما أن الكونجرس سبق وأن أعطي الجيش المصري بطاقة ائتمان لشراء أسلحة واذا ألغت واشنطن المساعدات فإن الحكومة الأمريكية لا تزال بحاجة الي إلغاء هذا القانون, بالاضافة إلي ان تلك المساعدات قدمت علي سبيل شروط للسلام مع إسرائيل ونظرا للفوضي في سيناء وعدم الاستقرار في مصر فإن الولاياتالمتحدة ستكون أكثر قلقا اذا قامت بإلغاء تلك المساعدات. ورأي كول أن الأهم أن كثيرين من نواب الكونجرس الذين ينادون بقطع المساعدات لا يختلفون في الواقع مع تطبيقات الجيش المصري في إسقاط جماعة الإخوان المسلمين لأنهم يوافقون علي أنها منظمة ارهابية. ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فإنه يجب علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يتعلم أن الانقسامات داخل مصر أعمق بكثير من الالتزامات بالقيم الديمقراطية وأن الكلمات اسهل بكثير من التصرفات هذا ما أثبتته جماعة الإخوان المسلمين وحقيقتها من خلال أفعالها بغض النظر عن كلماتها عن الشراكة السياسية والديمقراطية في بداية حملاتها الانتخابية حيث عملت الجماعة علي القضاء علي المعارضة وتغيير القواعد لإمالة الملعب نحو الهدف الرئيسي وهو ضمان استمرارها في السلطة وتوجيه مصر نحو تنفيذ أيديولوجيتها الخاصة. حيث رأت الجماعة أن الديمقراطية هي بنية قانونية لتخصيص السلطة السياسية دون استخدام القوة وأن من يفوز يفعل أي شيئ للحفاظ علي السلطة فالطريق إلي الديمقراطية يعد صراعا وربما يتحقق انتقال مصر إلي الديمقراطية علي أفضل وجه عندما تتوقف الإدارة الأمريكية عن تدخلها في الشأن المصري وإيلاء اهتمام أقل فيما يخص الشرق الوسط علي حد تعبير المحلل دانيال باتريك موينيهان فإن مصر يمكنها أن تستفيد من الإهمال الحميد للمجتمع الدولي وحل مشاكلها بنفسها. ورأت مجلة بوليسي ميك الأمريكية أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي علي استعداد تام لخطر فقدان المعونة الأمريكية وذلك وفقا لتحليل دانيال سيروير الباحث في معهد واشنطن للشرق الأوسط وذلك لأن الدول العربية الداعمة لمصر تقدم مساعدات أكبر بكثير من المساعدات الأمريكية والتي اصبحت اضحوكة في مقابل المليارات الخليجية, مشيرا إلي ان مع استمرار الأزمة في مصر من المحتمل أن تتطور مزيد من سياسات أوباما حيث يناضل من أجل البحث عن سياسة فعالة تجاه المشهد السياسي في مصر. ومن جانبه رأي ليسلي جيلب المحلل السياسي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في مقاله بمجلة نيوزويك أن أوباما يجب ان يدعم ويساند الجيش المصري لأن استعادة الإخوان السلطة في مصر يعني مزيدا من انتهاك مبادئ الديمقراطية والحرية بها وان المؤسسة العسكرية هي المؤسسة الوحيدة في مصر الأكثر اعتدالا والأقدر علي تحويل مصر نحو الديمقراطية. وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن موقف أوباما أصبح يتسم بالضعف والتردد الأخلاقي وخاصة بعد تعليق صفقة طائرات الأباتشي المتفق عليها منذ2009 بالاضافة الي إلغائه منح طائرات إف16 وإلغاء مناورات النجم الساطع وكل تلك الممارسات غير الدبلوماسية لن تؤثر علي الجيش المصري.