تصدر قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإلغاء المناورات العسكرية بين الولاياتالمتحدة ومصر والمقرر البدء فيها الشهر المقبل افتتاحيات الصحف العالمية. حيث كانت المناورات العسكرية النجم الساطع حجر الزاوية في علاقات وزارة الدفاع الأمريكي البنتاجون والجيش المصري منذ اتفاقية كامب ديفيد للسلام التي وقعتها الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل في عام.1979 ووفقا لمركز واشنطن فري بيكون فإنه سبق وتم إلغاء النجم الساطع في2011 في أعقاب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك, وقد قدمت الولاياتالمتحدة لمصر أكثر من49 تريليون دولار في صورة مساعدات عسكرية واقتصادية منذ عام1979 حيث كان ينظر للقاهرة كشريك استراتيجي رئيسي في المنطقة بعد التحول الملحوظ في السياسة المصرية بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتعاونه مع الاتحاد السوفييتي آنذاك وبدأت حقبة جديدة من تطوير علاقات وثيقة بين الولاياتالمتحدة ورؤساء مصر محمد أنور السادات ومبارك في وقت لاحق. وأكد مسئول أمريكي للمركز لم يكشف عن هويته أن قرار أوباما, يعد تقويضا لعقود من سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط ويأجج مخاوف الخارجية الأمريكية بأن واشنطن علي وشك أن تفقد مصر كشريك استراتيجي حيث يجازف أوباما بترتيبات أمنية منذ عقود طويلة مع مصر وإنه بذلك يدفع قادة مصر للحصول علي دعم من روسيا وربما الصين وإيجاد تحالف معهما في المستقبل وأوضح المسئول أن أوباما يعكس مزيجا من الجهل وعدم الكفاءة ويؤثر علي المكاسب الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت وكالة ايتار تاس الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا لعقد جلسة استثنائية في الكرملين لوضع جميع المنشآت العسكرية الروسية تحت تصرف الجيش المصري ومناقشة الترتيبات لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة, بالإضافة إلي مناقشة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره المصري نبيل فهمي في مواصلة تقديم الدعم إلي القاهرة, كما أكد تقرير الوكالة أن روسياوالإمارات العربية المتحدة قد ناقشا إيجاد حل سلمي لصراعات الشرق الأوسط واحترام سيادة مصر وعدم التدخل في شئونها الداخلية وقد أصبح هناك وساطة وشراكة بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي علي الرغم من الاختلاف في قضية سوريا. ووفقا لوكالة انترفاكس الروسية فإن إيجور موروزوف, رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي قد نبه إلي إلقاء اللوم علي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي للوضع الحالي لمصر بسبب دعمهم لمرسي والإخوان المسلمين الأمر الذي أدي إلي زيادة عناد الإخوان وتزايد مظاهر العنف في مصر وأكد أن روسيا تراهن علي الجيش المصري في المواجهة الحالية. ورأت صحيفة كندا فري برس أن روسيا الجديدة في عهد الرئيس فلاديمير بوتين تحاول إعادة تأسيس حضور عالمي حيث تنتشر القواعد العسكرية الأمريكية عبر البحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط, والمحيط الهادئ, في حين أن روسيا, لديها قاعدة واحدة فقط في سوريا علي البحر المتوسط وأن قرار أوباما سوف يجعل لروسيا انتشارا في مصر وهي أكبر دولة في الشرق الأوسط, وقناة السويس والبحر المتوسط والبحر الأحمر خاصة أن أوباما وإدارته قد راهنا علي الحصان الخطأ في مصر وهو الإخوان المسلمين وفي الوقت نفسه, فإن الدب الروسي يمد يد العون إلي الحكومة الجديدة لأن التخبط في قرارات أوباما ترك الباب مفتوحا علي مصراعيه للدب الروسي لبدء مناورات عسكرية مع مصر, ورأي النائب الروسي اندريه كليموف أن لدي روسيا أيضا علاقات اقتصادية خطيرة مع مصر ومشاريع استثمارية كبري واتفاقات تجارية. ومن جانبه رأي براد بلومر المحلل بجامعة جورج واشنطن أن قطع المعونة الأمريكية عن مصر ليس في صالح واشنطن حيث أن مصر بلد استراتيجي مهم وربما تقوم مصر برفع الموضوع للقضاء العالمي حيث من حقها أن تلغي معاهدة السلام وعدم السماح للسفن الأمريكية من المرور في قناة السويس حيث إن تلك الامور من شروط المعونات الأمريكية لمصر ومن الأسباب الأخري للحفاظ علي المساعدات أن دول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة سوف ترغب في توجيه السياسة الداخلية والخارجية المصرية بالإضافة إلي أنه ليس واضحا أن قطع المساعدات من شأنه أن يغير في حساب التفاضل والتكامل للجيش المصري. ووفقا لمجلة فورين بوليسي فإن من أبرز المدافعين عن المساعدات العسكرية في الكونجرس الأمريكي رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس ويقول إن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تخسر أكبر دولة في العالم العربي وجارة إسرائيل وحذر من أن هذا القرار سوف يجعل الولاياتالمتحدة أكثر عرضة للخطر ورأي السناتور تيم كين أن وقف التدريبات العسكرية المشتركة تتعارض مع المبادئ والقيم الأمريكية حيث أن الإخوان المسلمين تجازف بإشعال الحرب الأهلية لاستعادة السلطة من جديد وإن إلغاء المعونة العسكرية والمناورات العسكرية يشبه سيناريو باكستان وإعطاء مصر فرصة للتعاون مع روسيا والصين والخروج من عباءة الولاياتالمتحدة كما فعل عبد الناصر سابقا. رابط دائم :