تشهد الأسواق حالة من الركود في حركة البيع والشراء, حيث أجمع عدد من المواطنين علي غلاء أسعار جميع السلع سواء الملابس أو المأكولات أو الأجهزة الالكترونية, مما حال بينهم وبين فرحة العيد التي ينتظرونها من العام والآخر والمتمثلة في اصطحاب الأطفال لشراء الملابس واللعب الجديدة وهو ما يبعث بالبهجة داخل الأسر المصرية..من هنا قام الأهرام المسائي بجولة بوسط البلد لاستطلاع آراء المواطنين وأصحاب المحال حول أسباب الركود في فترة ما قبل العيد وبعده. في البداية تقول نهي عبدالله ربة منزل إنها اصطحبت أطفالها للتسوق قبيل العيد لشراء الملابس الجديدة كعادتهم, إلا أنها فوجئت بغلاء الأسعار مما دفعها إلي تقليل مشترياتها, مشيرة إلي أن لا الأوكازيونات غير كافية لخفض الأسعار بما يتناسب مع دخل معظم الأسر المصرية. الأسعار نار..والأذواق وحشة..بهذه الكلمات بدأت فاطمة محمد موظفة حديثها, لافتة إلي أنها امتنعت عن شراء ملابس جديدة للعيد هذا العام, مؤكدة أنها قامت بجولة تسوق في مناطق مختلفة إلا أنها لم تجد ما يناسبها, مشيرة إلي أنها ستقوم بجولة تسوق أخري في نهاية الموسم. الاضطرابات هي سبب ما نعيشه من فوضي الأسعار..من هنا يوضح جمال سعيد مدرس أن حالة عدم الاستقرار تؤدي إلي الزيادة المستمرة في أسعار مختلف السلع, مناشدا القائمين علي شئون البلاد بالتحكم في زمام الأمور ودفع عجلة الانتاج. من جانبهم أكد عدد من أصحاب المحال التجارية وجود شلل تام في حركة البيع والشراء, حيث يقول جابر أحمد عامل بمحل ملابس إن السوق تشهد حالة ركود غير مسبوقة, مما دفعهم لعمل تخفيضات مستمرة لإيجاد مخرجا لتصريف بضاعاتهم التي باتت تملأ المخازن, مؤكدا أن الملابس بصفة عامة أصبحت من السلع الترفيهية, نظرا لغلاء الأسعار أو عدم تماشيها مع دخل الأسرة المصرية, لافتا إلي أن معظم المواطنين في الوقت الحالي يقومون بادخار أموالهم لشراء السلع الرئيسية كالغذاء والدواء. ويشير إلي أن نفقات المحل المتمثلة في رواتب العمال والكهرباء والضرائب تتخطي إيراداته, مما يدفع صاحب المحل في كثير من الأحيان لتأخير دفع رواتب العمال, والتوسع في الأوكازيونات حتي وصلت مؤخرا إلي50%. في السياق ذاته يؤكد زين شعراوي صاحب محل شنط اضطرارة لتخفيض أسعار السلع قبل العيد مما أدي إلي إقبال محدود من قبل المواطنين عليها, إلا أن سرعان ما توقفت حركة البيع والشراء بمجرد انتهاء أيام العيد, مشيرا إلي أنه في نهاية الموسم سيقوم بعمل تخفيضات جديدة من أجل تصريف البضائع, حتي إن باعها بسعر التكلفة. ويشير إلي أن السبب الرئيسي لركود الأسواق يرجع إلي الاضطرابات السياسية والاعتصامات والمسيرات المستمرة, التي ترهب المواطنين وتؤدي إلي عزوفهم عن التسوق. الناس بتيجي تتفرج وتمشي..قالها هاني محمد صاحب محل بدل , مؤكدا أنه علي الرغم من عمل تخفيضات كبيرة, إلا أن إقبال المواطنين علي الشراء كان محدودا للغاية قبيل العيد, وتوقف تماما في الفترة الحالية, مشيرا إلي توافد العشرات علي المحل يوميا إلا أن نسبة الشراء تكاد تكون معدومة. وبدخولنا محل لعب أطفال وجدنا صاحب المحل محمد السيد يلملم فوانيس رمضان من فوق الأرفف, لافتا إلي أنه لم يتم بيع معظم فوانيس رمضان مثل كل عام, وهو ما سيضطره للاحتفاظ بها حتي العام المقبل, ومن ناحية أخري يوضح أنه حتي في أيام العيد لم يقبل الأطفال علي شراء اللعب مثل عادتهم. ويقول أحمد محمود عامل بمحل أجهزة كهربائية إن أسعار الأجهزة الكهربائية في تزايد مستمر, بسبب رفع قيمة الجمارك عند استيرادها, كما أنه علي الرغم من أن هذا يعد موسم أفراح إلا أن إقبال العرائس علي شراء الأجهزة الكهربائية محدود للغاية.