اضطر سائقو السيارات الي الانتظار خمس ساعات للدخول الي جبل طارق أمس مما اثار غضبهم وانزعاجهم حيث اضطر بعضهم الي دفع السيارات يدويا لتوفير الوقود, فيما تطبق اسبانيا اجراءات تفتيش حدودية مشددة اثارت جدلا متصاعدا مع بريطانيا حول هذه المنطقة الصغيرة. وفي جبل طارق نفسه, اعلن السكان بتحد انهم بريطانيون في هذه المنطقة التي يحمل كل ما فيها طابعا بريطانيا من البارات الانجليزية التي تقدم السمك والبطاطا المقليين الي صناديق البريد الملكي وكابينات الهواتف ذات اللون الاحمر. ويؤيد سكان جبل طارق لندن بشدة في الخلافات الاخيرة بينها وبين مدريد حول مصير هذا الجيب البريطاني الواقع في الطرف الجنوبي لاسبانيا وعلي مرمي النظر من خط الساحل الافريقي. وثار الخلاف الاخير عندما قامت سلطات جبل طارق ببناء جرف صخري اصطناعي في المياه المتنازع عليها ما جعل من المستحيل علي قوارب الصيد الاسبانية العمل في المنطقة. وبالفعل فان الحياة في جبل طارق الذي تنازلت عنه اسبانيا لبريطانيا في1713 بموجب معاهدة اوترخت, تبدو بريطانية بجدارة حتي مع رجال شرطتها الذين يضعون الخوذات الطويلة. ولكن يستثني من ذلك القرود التي تجوب الشوارع وتعيش في غابات جبل طارق المطلة علي المضيق, والتي تختفي اثناء النهار عندما يظهر السياح. ويعمل نحو10 آلاف اسباني في جبل طارق ذات الحكم الذاتي البالغة مساحتها8,6 كلم مربع, ويسكنها نحو30 الف شخص وتحظي باهمية استراتيجية نظرا لانها تطل علي المدخل الوحيد الي البحر المتوسط من المحيط الاطلنطي. ويعيش نحو6 آلاف من مواطني جبل طارق في الجانب الاسباني نظرا لرخص اسعار السكن, طبقا لمدريد.