في ندوة وحلقة نقاش أقيمت مؤخرا بالمركز الثقافي المصري بقلب الحي اللاتيني بباريس تم استعراض كتاب جديد عن مصر تحت عنوان' القاهرة..إعادة ميلاد مدينة'شرح فيها مؤلف الكتاب الأهداف من صدوره والتأكيد علي الرغبة في لفت نظر الجمهور العريض من السائحين المترددين علي مصر لمدينة المآذن والقباب والمشربيات والمعمار التراثي المتميز- القاهرة-, فضلا عن كرم وحفاوة أهلها, والهدف الاخر هو إلقاء الضوء علي ما يبذل من المجهودات الحكومية والاهلية الحثيثة لترميم وإعادة تجميل الآثار, مؤكدين مجهودات مؤسسة اغا فبعد ان جذبت مدينة القاهرة بآثارها التاريخية والإسلامية, وخصال أهلها المتفردة, اهتمام الكثير من المترددين علي مصر جاء اهتمام اثنين من كبار الصحفيين الفرنسيين المتخصصين في الأعمال التراثية والجغرافية حول العالم بصدور كتاب عن مصر بصفة عامة والقاهرة بصفة خاصة. حيث قام كل من الصحفيين الفرنسيين الكاتب فليب فلاندران, والمصور ميشيل سبتون علي إصدار كتاب تحت عنوان,' القاهرة.. إعادة ميلاد مدينة',يرد فيه للقاهرة الإسلامية والتاريخية اعتبارها, بغية تحولها من معبر للانتقال لمقر ومزار سياحي, حتي يستمتع بها السائح بقدر لا يقل أهمية عن بقية مدن مصر السياحية من الأقصر وأسوان ومناطق أخري متفرقة بالواحات او البحر الأحمر. ويذكر ان الصحفيين يعملان معا منذ ثلاثين عاما, ومن اشهر أعمالهما ما حقق للمجلة الفرنسية الشهيرة' جيو' وهي متخصصة في المواقع الجغرافية والتاريخية والمناطق الأثرية. وجاءت مصر ضمن مجموعة من البلاد التي زارها فليب وميشيل خلال قيامهما برحلات عمل حول العالم, الا ان قدر الإجحاف الذي يصيب مدينة القاهرة قد لفت انتباههما,حيث اكتشافهما ان القاهرة لم تكن حاضرة علي الخارطة السياحية بالقدر الوافر وبالصورة الواضحة التي تستحقها كمزار سياحي. الكتاب الصادر لتوه في باريس باللغة الفرنسية عن دار نشر' لامرتنير' فيما يقرب من250 صفحة يعد نافذة حقيقية علي آثار القاهرة المتنوعة, وهو ما يحاول توضيحه فليب بالكلمات, وميشيل بالتوثيق الفوتوغرافي عبر مناظر جميلة تم التقاطها للقاهرة الفاطمية, والإسلامية من خلال التراث المعماري المتنوع, ذلك للوقوف علي حقيقة ما تذخر به المدينة من كنوز سياحية لم تقتصر علي الازهر وخان الخليل, والاهرامات, والمتحف المصري. وحرص المؤلفان خلال الندوة علي تقديم خالص الشكر للمجلس الاعلي للاثار لما قدمه لهما من تسهيلات لتمكنهما من زيارة وتصوير الأماكن الاثرية المهمة ومنها غير المتاحة للجمهور. ولم يغفلا تقديم أحر الشكر للمصريين الذين نشئت فيما بينهم علاقة مودة فريدة حيث ترددهم علي اماكن واحياء بعينها في القاهرة. كان بين جمهور الحضور اثنان من كبار المتخصصين في القاهرة التاريخية الدكتور سعيد ذوالفقار الخبير السابق في مركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو, والمؤسس لبرنامج مؤسسة اغاخان لتنمية وتطوير حي الدرب الأحمر. والمهندس المعماري الفرنسي برنارد موري الذي قضي اكثر من ثلاثين عاما في ترميم اثار القاهرة التاريخية وانجز خلالها اكبر دراسة توثيقية عن مباني العصر العثماني, وهو ايضا الذي انجز ترميم كل من بيوت الهراوي, والست وسيلة, والسناري.وكان لحضورهما إثراء للحوار مع الجمهور من ناحية, والكاتب فليب فلاندران, والمصور ميشيل ستبون من ناحية اخري. ويذكر ان كتاب' القاهرة.. إعادة ميلاد مدينة'صدر في نفس التوقيت باللغتين الايطالية والاسبانية حتي يتعرف علي معالم القاهرة شعوب تلك البلاد.