في عيد الفطر تتجسد معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية فتتقارب القلوب علي المحبة ويجتمع الناس بعد فراق, وفي العيد تذكير بحق الفقراء في المجتمع لتشمل الفرحة كل أسرة في المجتمع وهذه هي الحكمة من تشريع صدقة الفطر أو زكاة الفطر, أما المعني الانساني في العيد فيتمثل في الوحدة والمشاركة وإشاعة المحبة والمودة بين الناس والأهل والاقارب فيزور الأبن والديه ويبرهم وكذلك الأخ أخته والأهل بعضهم البعض, واما عن زكاة الفطر والوقت الذي من المفترض ان يبدأ فيه المسلم إخراج زكاة الفطر ومقدارها بالنسبة للفرد بخلاف الحكمة من العيد في الإسلام وطريقه الاحتفال به. في البداية يقول الدكتور احمد محمود كريمه استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر انه فيما يتعلق بفقه أواخر رمضان وعيد الفطر المبارك قال الله عز وجل ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما آتاكم ولعلكم تشكرون فآواخر رمضان يتعلق به عدة احكام صدقه الفطر هي واجبة علي كل مسلم صغير او كبير صائمك أو غير صائم بالغ او غيره, وان مقدارها مايقرب من3 كيلو تقريبا من الأطعمة السائدة أو الشائعة في البلد أو قيمة ذلك نقودا وتعتمد علي اي الامور انفع للفقير وقد اجاز السلف الصالح كالثوري وعطاء وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة رضي الله عنهم القيمة النقدية وهؤلاء نظروا الي ان صدقة الفطر حق للفقير وتراعي مصلحته دوهي تدفع للفقراء والمساكين بالدرجة الاولي لانهم المقصودين بالتوسعة عليهم اغنوهم عن السؤال في ذلك اليوم وأجاز بعض اهل العلم إخرجها من اول رمضان ومن منتصفه وقال آخرون قبل نهاية رمضان بشرط الا تتأخر عن أداء صلاة عيد الفطر. وأشار إلي ان زكاة الفطر واجب علي جميع افراد المجتمع طالما انه لايملك قوت ليلة ويوم عيد الفطر, أما فيما يتعلق بالاعياد فيراعي ان العيدين في الاسلام يأتيان بعد عبادة شاقة فبعد صيام رمضان عيد الفطر وبعد معظم شعائر الحج يكون عيد الاضحي وهي مناسبات دينية عوض الله بها المسلمين عن أعياد الجاهلية فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله أبدلكم بخير من هذا يوم الفطر ويوم الأضحي وهو مناسبة للترويح عن النفس في حدود الآداب الشرعية ومناسبة للتكافل الاجتماعي وتبادل التهاني وتوزيع الصدقات والهدايا وذكر الله وشكره علي النعم وتقوية الروابط الإجتماعية بالتزاور وهو تجديد للحياة فالقلوب تتجدد بالايمان والتقوي فيوم العيد نبدأه بذكر الله وتسبيحه والصلاة له وحمد الله المنعم ان اعاننا علي اداء مافرضه علينا وماشرعه لنا فقال سبحانه وتعالي قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون سورة يونس. ويقول الشيخ يوسف البدري الداعية الاسلامي ان الرسول صلي الله عليه وسلم بين جانبين من الفوائد لصدقة أو زكاة الفطر الأولي وهي للآخذ وهو الفقير اي لمن تعطي له فيفرح ويجد ما يأكله ومايغنيه عن مد اليد أو إراقه ماء الوجه بالتسول فإن زكاة الفطر تملأ جيبه وبيته فيسعد كما يسعد الناس بكساء او غيره فيذهب لصلاة العيد وبيته فيه مايكفيه هو واسرته من صدقة الفطر, اما الجانب الاخر للمعطي فهو الصائم المتصدق حيث يخرجها الرجل عن نفسه وعن كل من يعول سواء كانت الزوجة او اولاده وكذلك عن الوالدين والخادم حتي لو ولد له مولود قبل صلاة الفجر فإنه يجب عليه اخراج زكاة عنه وهذا يتضمن الفائدة العظمي لقول رسول الله صدقة الفطر طهرة للصائم من الرفث واللغو وطعمة للمساكين فيصعد الصيام الي الله خالصا نقيا فعليه ان يذهب لصلاة العيد مطمأنا, وينبغي علي كل مسلم ان يأكل ولو تمرات قبل صلاة العيدكي يذهب مفطر ا ومن هنا يجوز تأخير صلاة الفطر قليلا لتمكين المصلين من الإفطار في الوقت الذي يجب التعجيل فيه بصلاة الأضحلكي يعود المسلم يذبح ويأكل. كما لفت الي ان السنة اجازت اخراج زكاة الفطر حبوبا او سمنا او تمرا من غالب قوت البلد او طعامها اي السائء بها ولكن بعض الاحناف اجازوا اخراج القيمة مالا ونحن ان كنا نميل الي اخراج القوت حسب السنة فلا نغلق الباب امام من يريد ان يخرجها مالا والطعام افضل لان النبي قال فطرة للفقير اي طعام, وانه لابد ان تخرج في آخر رمضان وان جاز اخراجها قبل ذلك علي اقوال ضعيفة ويجب ان تكون قبل صلاة العيد ليتمكن الفقير من التصرف فيها, وفيما يتعلق بالمقادير الحق للزكاة امام3 كليو ونصف ارز او3 كيلو مكرونة او2 كيلو ونصف دقيق او2 كيلو وربع فاصوليا او لوبيا او غيرها من البقوليات او كيلو مسلي( سمن), واذا كانت مال فلا تقل عن51 جذنيها للفرد نظرا لإرتفاع الاسعار حتي تكفي حاجة الفقراء. وتوقيت خروجها حتي قبل دخول الامام في صلاة العيد. ويقول دكتور عبد المهدي عبد القادر الاستاذ بجامعة الازهر ان رسول الله فرض صدقة الفطر صاعا3 كيلو ونصف من الاقوات القمح او التمر او الشعير او اللبن المجفف وغيره وكان هذا المقدار علي كل المسلمين ويخرجها ولي الامر او احد افراد الاسرة فليخرج الوالد عن اولاده وان اخرجها احد الاولاد ان كان مقتدرا جاز شرعا, وانه اذا وجد انسان ان اهل منطقته الانسب لهم المال لانهم لن يستطيعوا طحن القمح او الشعير او كل مايتشدق اليه الناس هذه الايام يخرج في حدود21 جنيها عن الفرد صغيرا او كبيرا حتي ولو ولد له مولود قبل فجر آخر يوم في رمضان, وينبغي اخراجها من اول يوم رمضان الي ان يدخل الامام في صلاة العيد والهدف منها جعل الأمة متراحمة ومتعاونة ويشيع المودة والمحبة بين المسلمين, وان العيد في الاسلام هو جائزة علي العبادة من صلاة وقيام وزكاة في رمضان وليس فقط للهو واللعب وانما لصلة الرحم وزيارة الاهل والاقارب وبر الوالدين فيزور الأخ اخته والابن والديه واتي ذي القربه حقه بروح الوحدة والمشاركة مما يحدث في نفوس الناس سعادة غامرة. رابط دائم :