لم يعد أحد قادرا علي فهم ما يحدث في مصر.. وفود أجنبية تحضر إلي القاهرة, يقولون إنها جاءت لمناقشة الوضع الحالي وفجأة تصدر بيانات وتتداول أخبار بأنها ستلتقي سجناء من جماعة الإخوان وتسارع أجهزة الدولة والداخلية بالنفي. وفي اليوم التالي نكتشف أنهم قاموا بزيارات سرية لهؤلاء السجناء وأشهرهم مرسي والشاطر والكتاتني. وما حدث أمس الأول لا ينبغي أن يمر بسلام, فقد نشرت وكالات أنباء وفضائيات قريبة من الإخوان خاصة قناة الجزيرة ووكالة الأناضول التركية أن وزيري خارجية قطر والإمارات ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي سوف يلتقون بخيرت الشاطر المحبوس احتياطيا علي ذمة قضايا بسجن العقرب, وسارع مسئولو وزارة الداخلية إلي نفي الخبر والتأكيد علي أنه لا مفاوضات بشأن مستقبل مصر وخارطة الطريق مع سجناء, وبمجرد استيقاظنا تأكدنا أن الخبر كان صحيحا وأن الشاطر هو الذي تحفظ علي اللقاء وقال للوفد إن للدولة رئيسا شرعيا منتخب فاذهبوا إليه, بل إن نجل الشاطر اعترض علي أن والده أجبر علي التفاوض. وبعيدا عن أن هذه الجولات من المفاوضات أسفرت عن خطة كاشفة للطريق أو محاولة لفك الانسداد السياسي لشرايين الدولة أو شروط العودة إلي طاولة التفاوض أو أن الرئيس المعزول سوف يقدم استقالته تلفزيونيا من عدمه أو أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة من عدمه, أو هل سنعود للعمل بدستور2012 أم لا وهل سيتم فض اعتصامي رابعة والنهضة بقوة التفويض أم بنعومة الدولة الرخوة ؟ فهذه كلها مجرد أخبار وتكهنات وتصريحات لابد وأن تمر بدورتها الطبيعية المعروفة في الدول التي تحكم بالأيدي المرتعشة وتدار بالتصريحات وعكسها. هذه الحكومة التي تلقت تفويض الشعب لمواجهة الإرهاب لصالح وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة فحركته لأيدي وزارة الداخلية التي تلاعبت بالتحريك الوهمي والتقدير الجزافي للأحداث وأخذت تحاور وتناور وانتهت علي مافيش أو يا مولاي كما خلقتني مثلما نقول في أساليبنا الشعبية الرائعة, وهي ذات الحكومة التي يجلس أعضاؤها في أريحية يشاهدون مباراة الخسة والندالة والخيانة ضد أبناء قواتنا المسلحة والشرطة في العريش دون حراك, هي التي تتابع من بلكونة الصمت ما يتعرض له الأقباط والكنائس من تصرفات إخوانية إرهابية قذرة, وهي التي تتشح بالعجز في مواجهة ما يرتكب من تصرفات فوق القانون في رابعة تشوه المساجد وتسيء إلي مصر والمصريين وتعلن الحرب علي الآمنين دون حراك. وأري أن الحلول والمفاوضات الجارية التي تعيد القوة للإرهاب سوف تزيد جلطات الانسداد السياسي لأن الشعب الذي خرج في30 يونيو و26 يوليو يتعرض للاستغفال وتصر الحكومة ومسئولوها علي تضليله فيما يجري بمفاوضات السجناء ورموز الإرهاب في تحالف الشرعية وخلاياه النائمة, وعلي من يضحون بالشعب أن يتحملوا مسئولية غضبه التي حتما- ستدمر قوة التفاوض السري وتنازلاته! [email protected] رابط دائم :