ظن كثيرون أن الأهلي عاد لمرحلة ما قبل جوزيه, فإذا به يحرز درع الدوري الممتاز بوضعية أفضل. وذهب البعض إلي أن شباب الأهلي ضاع, وأن الشيخوخة طالت الكبار, فإذا به يبدو أكثر شبابا وقوة ويقدم أفضل توليفة من الكبار والصغار. وقالوا إن الزمالك لم يلحق بقطار الدوري, وأن الكأس له, فإذا بالأهلي يضرب بكل ذلك عرض الحائط ويصعد إلي دور الثمانية بفوز كبير وتاريخي علي الزمالك1/3 في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس في ستاد القاهرة الدولي في اطار دور ال16 ليواجه بتروجت يوم الأحد المقبل في ستاد القاهرة. الأهلي اقترب من الثنائية في الوقت الذي كانوا يعتقدون فيه أن الموسم ليس له.. الأهلي أعلن عن نفسه كبطل للكرة المصرية عن جدارة واستحقاق بعد أن فاز بدرع الدوري وتفوق علي الزمالك في الكأس, وكسر حالة التعادلات في الدوري. وليست هذه هي مكاسب الأهلي من اللقاء, وإنما اضاف إليها عودة الثقة لمحمد أبوتريكة الذي سجل بعد طول غياب, واكتمال عقد الفريق بعودة الغائبين في الفترة الأخيرة. ويبقي الأهلي كبيرا, قادرا علي الأداء تحت أي ظروف.. ومهما غاب النجوم والهدافون يظهر من يؤدي الدور بكفاءة, ويعوض النقص, ويحمل الراية, ولا فارق بين وجود متعب أو غيابه, فالكل يدين بالولاء للفانلة الحمراء. أما الزمالك فدخل المباراة مجردا من كل الأسلحة المعنوية والفنية, وشاب التشكيل بعض الأخطاء, كما ظهر العجز في التعامل مع المباراة بعد إصابة إبراهيم صلاح, وفي الوقت الذي احترم فيه الأهلي منافسه, وعمل علي رقابة مفاتيح لعبه وايقاف خطورتهم, اندفع الزمالك هجوميا, وكأنه علي ثقة من الفوز, ونسي أنه يواجه بطل الدوري!. قدم الأهلي مباراة كبيرة, وكان يمكن أن يزيد عدد الأهداف, وتفوق حسام البدري في الإدارة الفنية, فيما كان الزمالك بعيدا عن مستواه, وفي الوقت الذي ظهر فيه عبدالواحد السيد كنجم وحيد من الأبيض تألقت عدة عناصر في الأهلي مثل شريف عبدالفضيل وحسام عاشور وأحمد حسن ومحمد بركات. ويحسب للأهلي أنه استطاع أن يتماسك بالرغم من اهتزاز شباكه في الدقيقة الثانية وسجل ثلاثة أهداف فيما لم يستغل الزمالك الدفعة المعنوية وعجز عن ركوب المباراة, ولم يستطع مجاراة الأهلي بدنيا في الشوط الثاني. ظهرت المباراة منذ الدقيقة الأولي وكأنها نسخة بالكربون من لقاء الدوري الأخير بعد أن ضغط الزمالك وسجل هدفه الأول في الدقيقة الثانية عن طريق حسين ياسر المحمدي الذي تلقي هدية من أحمد جعفر من الناحية اليمني تفرج عليها دفاع الأهلي وحارس مرماه شريف إكرامي. وحدث ارتباك نسبي في صفوف الأهلي في الوقت الذي واصل فيه الزمالك ضغطه لتأمين الهدف خوفا من شبح التعادل, ولكن الأهلي عاد تدريجيا للمباراة, وكاد محمد أبوتريكة ومحمد بركات يدركان التعادل من انفراد تام, ولكن عبدالواحد السيد تصدي لهما ببراعة, وتعددت محاولات الأهلي عن طريق شهاب الدين أحمد وغيره بعد أن اهتز الزمالك بتغيير اضطراري لإبراهيم صلاح الذي خرج ليشارك صبري رحيل بدلا منه, وعندما جاءت الدقيقة16 كان شريف عبدالفضيل علي موعد مع هدف التعادل من ضربة حرة مباشرة حيث سكنت كرته الزاوية اليسري العليا لعبدالواحد السيد. وانفرط عقد الزمالك, وسيطر الأهلي تماما, واخترق من كل الجبهات عن طريق أحمد حسن وبركات وأبوتريكة وأضاعوا فرصا لا تضيع بغرابة شديدة. وبعد نحو23 دقيقة ظهر شيكابالا وحاول في كرة واثنتين علي مرمي شريف إكرامي الذي تصدي ببراعة لكرة من حسين ياسر المحمدي وحولها إلي ضربة ركنية, وهي الكرة التي بعدها كشر الأهلي عن أنيابه مستغلا ارتباك دفاع الزمالك وفراغ خط الوسط وتعاند الكرة سيد معوض وبركات وأبوتريكة ولكنها طاوعت محمد فضل في الدقيقة37 من كرة عرضية لأحمد حسن من الناحية اليمني أودعها علي يسار عبدالواحد السيد, وتستمر سيطرة الأهلي ولكن بقيت النتيجة تقدمه1/2 فقط. وبدأ الزمالك الشوط الثاني أكثر نشاطا, ولاحت له فرصتان الأولي ضربة رأس من عمرو الصفتي والثانية كرة من محمد عبدالشافي أبعدها شريف إكرامي, فيما استغل الأهلي الفرصة التي لاحت له في الدقيقة السادسة عندما نجح محمد أبوتريكة في تسجيل الهدف الثالث بعد أن غير مسار كرة شريف عبدالفضيل بضربة رأس. وارتبك الزمالك وكثف الأهلي هجومه, وظهر عبدالواحد السيد في الكادر ينقذ الكرة وراء الأخري, وتهدأ المباراة, وان كان الأهلي الأكثر سيطرة وايجابية, وفي الدقائق العشر الأخيرة حاول الزمالك أن يعود للمباراة مرة أخري وحاول ولكنه افتقد القدرة علي التسجيل, فيما بدا الأهلي راضيا بالنتيجة بعد خروج عناصر الخبرة إضافة إلي حالة الإرهاق للبعض, ويحاول حسين ياسر المحمدي وينقذ وائل جمعة الموقف, وييأس لاعبو الزمالك ويفقدون الأمل في التعادل, ويبدأ الأهلي في تقديم فاصل من التمرير الاستعراضي لتنتهي المباراة بفوز الأهلي1/3.