أقر رئيس الوزراء التايلندي أبهيسيت فيجاجيفا بهزيمة حزبه الديمقراطي الحاكم واستقال منه، في وقت أكدت فيه ينجلوك شيناواترا رئيسةُ حزب بويا تاي (من أجل التايلنديين) قدرتها على تجسيد وعودها الانتخابية بعد فوز ساحق منحها أغلبيةً برلمانية، وتعهد الجيش باحترامه. وقال فيجاجيفا بعد أن فاز حزبه المدعوم من الجيش ومن نخب العاصمة بانكوك- ب150 فقط من مقاعد البرلمان الخمسمائة إن "النتيجة واضحة"، وهنأ شيناواترا بالفوز، واستقال من رئاسة حزبه الذي سيلتئم بعد تسعين يوما لاختيار رئيس جديد، يُؤمَل أن يعرف كيف ينهي هزائم هذا الحزب المتتالية منذ 19 عامًا. وقالت شيناواترا –التي دخلت السياسة حديثا- إنها قادرة على تنفيذ وعودها الانتخابية من توزيع الحواسيب اللوحية على أطفال المدارس إلى رفع الحد الأدنى للأجور، إحياءً للسياسات الشعبية التي تبناها شقيقها سابقا، وهي سياسياتٌ حذر منها منتقدوها بحجة أنها تضر بالاقتصاد. وشارك أربعون حزبًا في انتخاباتٍ انحصرت فيها المنافسة بين الحزب الديمقراطي (أقدم أحزاب البلاد، إذ يمارس السياسة منذ 65 سنة) وحزب بويا تاي المعارض المدعوم أساسا من الفقراء ومن الريفيين والذي فاز ب264 على الأقل من المقاعد. ويقول مراقبون: إن فوز بويا تاي الساحق يقلل فرص تدخل الجيش الذي قاد أو حاول أن يقود 18 انقلابا خلال العقود السبعة الماضية. ومن دبي -حيث يعيش- استبعد رئيس الوزراء التايلندي السابق تاكسين شيناواترا حصول انقلاب في المدى القريب، وأكد ثقته بأن تسود العدالة، لأن "الأمور تتغير في تايلند". وفعلا، تعهد وزير الدفاع براويت وونغسوان (الذي كان سابقا قائدا لأركان المؤسسة العسكرية) باحترام النتائج قائلا "أطمئنكم بأن الجيش لا يرغب في الخروج عن دوره المحدد له". وتتهم جهات شيناواترا بأنها تخطط لعودة شقيقها؛ ليستفيد من عفو يصدره البرلمان، ينهي ملاحقات بحقه ظلت مفتوحة منذ أطاح به الجيش في 2006. ويتهم أبهيسيت وحلفاؤه شيناواترا بأنها مجرد سياسيٍة تخوض اللعبة بالوكالة عن شقيقها الذي يعيش في المنفى، والذي عرف أنصاره باسم "القمصان الحمر" نسبة إلى لون القمصان التي يلبسونها في المظاهرات. لكن تاكسين شيناواترا قال إنه لا يستعجل العودة، وسينتظر اللحظة المناسبة لفعل ذلك ف"إذا كانت عودتي ستسبب المشكلات، فلن أعود الآن.. يجب أن أكون جزءًا من الحل لا مشكلة". وتشكل المرحلة القادمة اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة تايلند على إنهاء أزمة مستمرة منذ ست سنوات تخللتها احتجاجاتٌ وقمع عسكري وهوة متزايدة بين الأغنياء والفقراء.