تضاربت تصريحات الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار حول المصير المجهول الذي ينتظر المتحف الآتوني بالمنيا في حالة إنشاء مول تجاري بجواره مما يترتب عليه خروج المتحف من تحت مظلة مجلس المتاحف العالمي، وإلغاء المنحة الألمانية بمبلغ 10 ملايين يورو والتي تسهم في استكمال المرحلة النهائية للإنشاء. لا يزال المتحف الآتوني، الذي يتمتع بموقعه المتميز المطل على نهر النيل والمقام على مساحة 25 فدانًا تحت الإنشاء منذ أكثر من 15 عامًا بسبب ضعف الاعتمادات المالية المخصصة له طبقًا لتصريحات وزير الآثار ورغم أنه يعد أحد المعالم السياحية المهمة بمحافظة المنيا ويستطيع أن يسهم في حل أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب المنياوي في حالة افتتاحه الإ أن المتحف ينتظر السيناريو المتوقع بإلغاء المنحة الألمانية مما ينبئ بتوقف أعمال الإنشاء وبالتالي تأجيل الافتتاح لأجل غير مسمى بالإضافة إلى خروجه من مجلس المتاحف العالمي وحرمانه من التمويلات لعدم الالتزام بضوابط ومعايير المجلس. بدأت أزمة المتحف الآتوني عندما وقع اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا السابق، والدكتور خالد حنفى وزير التموين بروتوكول تعاون، فى نهاية مارس من العام الماضى، لإقامة منطقة لوجستية على قطعة أرض بمساحة 8 آلاف و400 مترًا ملاصقة للمتحف الآتونى بمنطقة أبو فيلو شرق مدينة المنيا بنظام حق الانتفاع. يقول الدكتور أحمد حميدة مدير المتحف الآتونى بالمنيا إن قرار تخصيص قطعة الأرض الملاصقة للمتحف لإنشاء "مول تجاري" عليها يعد مخالفا لشروط ومعايير وضوابط مجلس المتاحف العالمى ويهدد بإلغاء إدراج المتحف ضمن مجلس المتاحف العالمي بالإضافة إلى إلغاء المنحة الألمانية المخصصة للانتهاء من المرحلة الأخيرة لإنشاء قاعات العرض المتحفى مما سيؤدى إلى توقف المشروع السياحي العملاق. وأضاف مدير المتحف الآتونى أنه أرسل مذكرة لوزير الآثار يشرح خلالها الوضع الكارثي والمصير المجهول الذى ينتظر المتحف ورغم إعراب محافظ المنيا السابق عن موافقته على ضم قطعة الأرض للمتحف خلال زيارة وزير الآثار للمحافظة فى إبريل من العام الماضى إلا أن قطعة الأرض لا تزال تمثل مصدر إزعاج وقلق . وكشف مدير المتحف الأتونى ل"بوابة الأهرام" أن وزير الآثار أعرب خلال زيارته الأخيرة للمحافظة الأيام الماضية عن انزعاجه واستيائه الشديد من عدم ضم قطعة الأرض للمتحف حتى الآن مشيرًا إلى أن الدكتورة ريجينا شولز، مديرة متحف هيلدزهايم الألمانى وعضو المكتب التنفيذى لمجلس المتاحف العالمى قالت للواء طارق نصر محافظ المنيا، خلال لقائها معه في 10 مارس الحالي: "لو اتعمل المول.. هنسحب المنحة" على حد تعبيره . وتكشف عدسة "بوابة الأهرام" بالفيديو تضارب تصريحات وزير الآثار خلال زيارته الأخيرة لافتتاح مركز زوار تل العمارنة أمس الأول الأحد عندما سأله أحد الإعلاميين حول مصير المتحف الآتوني في حالة إنشاء مول على قطعة الأرض الملاصقة له.. وأجاب الوزير في لهجة شديدة وبصوت عال: انتوا بتجيبوا الكلام دا منين.. ومين قالكوا ع الكلام دا.. الكلام دا كله غلط.. والبلد اللي بتنشئ المتحف هي اللي بتقبل أو ترفض دخول متحفها في مجلس المتاحف العالمية وليس المجلس.. ثم هدأ الوزير قليلًا ليستكمل نفيه تمامًا للسيناريو المحتمل بخروج المتحف من تحت مظلة المجلس العالمي للمتاحف وإلغاء المنحة الألمانية. وقال: الكلام عن خروج المتحف من مظلة المجلس العالمي للمتاحف غير واقعي.. هو المتحف أصلًا اتسجل علشان يخرج.. منحة إيه اللي تتلغي إذا كنا لسه بنتشاور فيها وعملنا لجنة مشتركة ما بين الجانبين المصري والألماني.. ومتمكسين جدًا جدًا يقصد الجانب الألماني علشان نخلص المنحة.. ثم تدخل محافظ المنيا في الحديث قائلًا: معالي الوزير هيخلص المنحة في شهر إبريل القادم.. وإحنا عملنا حصرا للأراضي اللي تنفع يتعمل عليها سلاسل تجارية في المحافظة إنما محددناش أماكن معينة للسلاسل دي. كان وزير الآثار خلال زيارته قبل الماضية لمحافظة المنيا وتحديدًا في 7 من شهر مارس الحالي قد أكد أن ضعف التمويل يعد السبب الرئيسي في تأخر افتتاح عدد من المشروعات الأثرية بالمحافظة من بينها المتحف الآتوني حيث دار نقاش بين الوزير والمحافظ حول قطعة الأرض الملاصقة للمتحف وأكد المحافظ أن قطعة الأرض تم تحديدها لإقامة "هايبر مول" عليها. واستدعى المحافظ مدير مكتبه ليسأله: يا خالد هو المكان اللي هياخده هايبر فين.. يشير مدير مكتب المحافظ: هو دا يا فندم مكان مركز الشباب.. ويعود المحافظ ليسأل من جديد مدير مكتبه: هو في عقود بين المحافظة والآثار ياخدوا الأرض دي يا خالد.. يجيب خالد: لا يا فندم.. دي أرض ملك المحافظة.. واتخصصت لوزارة التموين علشان يعملوا موضوع السلاسل التجارية يا فندم . ويتدخل الوزير قائلًا: مينفعش متحف زي دا يبقى جنبه "هايبر ولا مول" وسلاسل تجارية.. دي لوايح دولية احنا بنحترمها.. ويرد المحافظ: يعمل المول حركة وكدا.. وتقاطعه الدكتورة إلهام صلاح الدين رئيسة قطاع المتاحف: يعني مركز عالمي للثقافة أحط جنبه سوبر ماركت إزاي طيب.. ولازم حاجة ثقافية تكون بجواره . وتعكس مقاطع الفيديو التي تم التقاطها لوزير الآثار خلال الزيارتين الأخيرتين ومحافظ المنيا حول أزمة المتحف الآتوني مدى تضارب تصريحاتهما حول نفس الأزمة ولم تبدد المخاوف من إنشاء المول والإعلان عن إيجاد موقع آخر بديل له. بالفيديو.. جدل حول إنشاء "مول" تجاري بجوار المتحف الآتوني.. ووزير الآثار يرد: "بتجيبوا الكلام دا منين" بالفيديو.. جدل حول إنشاء "مول" تجاري بجوار المتحف الآتوني.. ووزير الآثار يرد: "بتجيبوا الكلام دا منين"