رجح المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، فى دراسة حديثة، اتساع نطاق الخلافات بين شركاء الأسد، لاسيما روسياوإيران، تدريجيًا، وأضاف، أن بعض الاتجاهات داخل إيران باتت تشير في الوقت الحالي إلى أن التدخل الروسي في الصراع السوري أدى إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا. لافتا، إلى أن هناك حرصًا من جانب موسكووطهران والأسد على ضبط حدود هذه الخلافات لكي لا تفرض تأثيرات سلبية على التقدم الملحوظ للقوات النظامية في بعض المناطق، أو على الموقع التفاوضي للنظام خلال المفاوضات. وكشفت الدراسة التي أعدتها وحدة العلاقات السياسية الإقليمية بالمركز بعنوان "لماذا تتسع الخلافات تدريجيا بين روسياوإيران و الأسد" عن ثلاث مؤشرات رئيسية تدل على وجود خلافات بين الأطراف المساندة لنظام الأسد، يتمثل أولها، في تزايد مخاوف موسكو من التداعيات المحتملة التي يمكن أن يفرضها الوصول للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "5+1"، خاصة على صعيد تزايد احتمالات حدوث تحسن في العلاقات بين إيران والولايات المتحدةالأمريكية، بشكل ربما يدفعهما إلى إجراء مباحثات جديدة حول الملفات الإقليمية المختلفة، ومن بينها الملف السوري، وهو ما يبدو أنه دفع روسيا إلى التحرك بشكل منفرد في الملف السوري من أجل توجيه رسائل لكل من طهران وواشنطن بأنها طرف لا يمكن تجاهله في الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية للأزمة السورية. وينصرف ثانيها، إلى قدرة موسكو على تحويل مسارات الأزمة السورية لصالحها، فضلا عن إجراء تغييرات في التصورات الدولية لتسوية الأزمة السورية، وهو ما يبدو جليًّا في إصرار موسكو على تقسيم المعارضة السورية إلى "معتدلة" و"متطرفة"، وعلى استثناء تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" فقط من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يبدو أنه لم يلق ارتياحًا من جانب إيران أو الأسد، خاصة أن الطرفين كانا يسعيان لتوسيع نطاق التنظيمات الإرهابية لتشمل تنظيمات أخرى إلى جانب "داعش" و"جبهة النصرة". ويتعلق ثالثها، بما أشارت إليه اتجاهات عديدة حول وجود خلاف نسبي في مواقف طهرانوموسكو من مستقبل الأسد في الحكم، حيث تبدي إيران، على ما يبدو، شكوكًا تجاه إمكانية تخلي موسكو عن الأسد في مرحلة ما، وهو ما أشار إليه قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري بقوله: "قد لا تهتم موسكو ببقاء الأسد كما نهتم نحن". وقد كشفت بعض التقارير عن أن موسكو باتت ترى أن بقاء الأسد لفترة طويلة قد يعرقل جهودها للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية بما يتوافق مع مصالحها في سوريا والمنطقة.