كان من السهل على وزارة التربية والتعليم، عندما انفضح أمرها أمام الرأي العام، بعدما قامت باستدعاء الطلاب من منازلهم أمس السبت (إجازة)، ليكونوا في استقبال الوزير، أن تعترف بالحقيقة، بدلًا من أن تكابر وتنكشف من خلال بيانين صحفيين أرسلتهما أمس واليوم، تفندهما "بوابة الأهرام" لترصد الحقيقة . الارتباك الذي بدا على وزارة التعليم، بسبب هذه الواقعة المريبة، ظهر جليّا مساء أمس، عندما أصدرت بيانًا صحفيّا في الساعة الثامنة مساءً بتفاصيل الزيارة، على الرغم من أن الزيارة نفسها كانت في الثامنة صباحًا، ما يعني أن الوزارة استمرت في صياغة بيان الزيارة الفاضحة لمدة 12 ساعة، وكأنها تبحث عن مخرج بعدما أصبحت سيرتها "على كل لسان" على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت الوزارة في مقدمة البيان: إن الوزير افتتح مدرسة الشهيد عبد العال الجندى التابعة لإدارة جنوب بورسعيد التعليمية، حضر الوزير طابور الصباح واستمع إلى الإذاعة المدرسية، وتفقد الوزير فصول المدرسة، واستمع لشرح معلمة داخل الفصل، واختبر أحد التلاميذ فى القراءة ووجه بالاستعانة ببرنامج القرائية حتى يستطيع التلاميذ إجادة القراءة إجادة تامة، واطمأن من التلاميذ على استلام الكتب الدراسية للفصل الدراسي الثاني". أما في بيان النفي، الصادر اليوم الأحد، قالت الوزارة: نفى بشير حسن المتحدث الإعلامى باسم وزارة التربية والتعليم ما نشرته بعض المواقع الإخبارية حول استدعاء مديرية التربية والتعليم بمحافظة بورسعيد لعدد من الطلاب من مدارس مختلفة وإجبارهم على التواجد فى مدرسة الشهيد محمد صبرى عبدالعال، ليكونوا فى استقبال الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أثناء افتتاحه المدرسة أمس السبت". وأضاف البيان الصادر على لسان بشير حسن، أن مديرية التربية والتعليم وجهت الدعوة لعدد كبير من المدرسين وطلاب المدارس الحكومية والخاصة لحضور حفل افتتاح المدرسة والتحاور مع الوزير ومناقشته فى كل ما يتعلق بالعملية التعليمية، وأن المديرية لم تجبر طالبًا أو مدرسًا على التواجد، وكل من وجهت لهم الدعوة حرصوا على الحضور، وحرص عدد من المدرسين الذين ينتمون للمدرسة على الاستمرار فى التدريس للطلاب داخل فصول التقوية التى تعمل يومى الجمعة والسبت، وحرص الوزير على زيارة الفصول والتحاور مع الطلاب، كما أن الطلاب الذين شاركوا فى الاحتفال كانوا من مدارس متعددة لأنهم يمثلون كورال المديرية المكون من عدة مدارس. أما النقاط التي تكشف هذه التناقض، بتفاصيلها المتعددة، فهي كالتالي: 1- بيان الوزارة أمس قال إن الوزير حضر طابور الصباح واستمع إلى الإذاعة المدرسية، وتفقد فصول المدرسة واستمع لشرح معلمة، أما في بيان اليوم قالت الوزارة إن الطلاب كانوا من "مدارس متعددة" ومنها طلاب مدارس خاصة جاءوا ب"دعوات"، فهل دخل طلاب المدارس "الغريبة" داخل فصول المدرسة، وقام المعلمون بالشرح لهم، حتى طلاب المدارس الخاصة؟. 2- قالت الوزارة في بيان أمس،إن الوزير حضر طابور الصباح، واستمع للإذاعة المدرسية، وقالت في بين اليوم، إن المدرسة تعمل يوم السبت في مجموعات التقوية، فهل طلاب فصول التقوية يحضرون طابور الصباح ويؤدون الإذاعة المدرسية. 3- لماذا رفضت الوزارة أن تقول في بيان أمس، إن الطلاب كانوا من مدارس متعددة، وبعضهم من مدارس خاصة، وأنهم جاءوا بدعوات، وأن بعض من كانوا في المدرسة جاءوا ضمن مجموعات التقوية التي تعمل الجمعة والسبت، بدلًا من أن تعترف - دون قصد- بهذه الكارثة، وتقول إن طلاب المدرسة حضروا الطابور وأدوا الإذاعة المدرسية وكأنهم في يوم دراسة عادي؟ أم أنها منذ أمس وحتى اليوم كانت تبحث عن "عذر" للخروج من هذه الورطة؟ 4- الغريب أن بيان الوزارة أمس قال إن المدرسة تحمل اسم "الشهيد عبد العال الجندي"، أما في بيان اليوم، وكأن اسم المدرسة تغير وأصبح "الشهيد محمد صبري عبد العال"، ما يعني أن الوزارة نفسها، أو المتحدث الإعلامي لها، يجهلان الاسم الحقيقي للمدرسة التي افتتحها الوزير.