ألقت الصحف الإسرائيلية، الصادرة اليوم الإثنين، الضوء على قضية الشاب الفلسطيني محمد نزال، والذي أعلنت تل أبيب إلقاء القبض عليه عقب اتهامه بمحاولة تجنيد طلاب فلسطينيين في مصر لتدريبهم عسكريًا بغزة ثم إرسالهم إلى الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت إن اللافت في القضية تزامن مع حدثين صحفيين مهمين، الأول وهو اتهام وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار لحماس أنها السبب والمخطط وراء اغتيال المستشار هشام بركات، والثاني كشف مصادر أمنية لموقع I24news التليفزيوني الإسرائيلي من أن قيادة كتائب عز الدين القسام جمعت مهندسي الأنفاق بقطاع غزة في لقاء وصف "بالسري "، لبحث تداعيات انهيار الأنفاق الأخيرة في القطاع، وسقوط عدد من القتلى بشكل متواصل. عمومًا فإن الصحف والقنوات الإعلامية الإسرائيلية بمختلف توجهاتها hهتمت بهذه القضية، حيث أشار التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له، إلى أنه تم توقيف نزال في معبر اللنبي بين الضفة والأردن، منذ عدة اسابيع، إلا أن الإعلان عنه تم فقط بالأمس. وأشار التقرير إلى أن نزال كان طالبًا فلسطينيًا بالقاهرة ونجح في تجنيد عدد من الشباب الفلسطيني للقيام بتنفيذ هجمات بقذائف على إسرائيل عن طريق التدريب في قطاع غزة. وأوضح عامر دكة، محرر الشئون العربية في موقع المصدر الإسرائيلي، في تقرير له، إلى أن نزال ينتمي إلى تنظيم "كتائب المجاهدين"، وهو تنظيم إرهابي انشقّ عن كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، واعتمد علامات إسلامية متطرفة. ونفّذ عناصر التنظيم في السنوات الأخيرة عدة عمليات إرهابية ضدّ أهداف إسرائيلية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل وأيضًا محاولة تحفيز العمليات الإرهابية داخل الأراضي الإسرائيلية. وقال دكة إن هناك علاقة بين تنظيم "كتائب المجاهدين" وبين حماس، تشمل اتصالات عمل، إرشادات ومساعدة مهنية، توفير الوسائل القتالية والتدريبات. في الواقع، فإنّ هذا التنظيم يعمل برعاية حماس في قطاع غزة ويحظى منه بالتمويل المالي والتوجيه. ونوه دكة إلى أن نزال واثناء التحقيق معه أدار نشاطه بمصر من داخل شقة اجتماعات كانت تابعة للتنظيم، استُخدمت الشقة للقاءات عناصر عسكريين من "كتائب المجاهدين" من القطاع، وقدِم إليها أيضًا رئيس التنظيم، أسعد أبو شريعة. بدوره يرى آفي يسسخارف، محرر الشؤون الإسرائيلية في موقع "والا"، إلى أن قضية نزال ومن قبلها قضية الكشف عن تورط حركة حماس أو عناصر منها في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات تعكس وبالتاكيد أزمة في العلاقات بين مصر وحماس. وأوضح يسسخارف أن الواضح الآن هو وجود فريقين في حماس فريق يرفض استمرار الحركة في الارتقاء بمستواها العسكري والاستمرار في التهريب، خاصة أن هذا الأمر سينعكس سلبيًا على العلاقات المصرية الحمساوية، وفريق أخر لا يكترث بهذا الأمر ويصر على المضى قدمًا في طريق الدعم العسكري للحركة واستمرار عمليات التهريب. وأشار يسسخارف إلى تواصل العلاقات بين أطراف في حماس من جهة وبين بعض من عناصر ولاية سيناء الإرهابية في سيناء، الأمر الذي انعكس الآن على خطاب مصر وتعاملها الغاضب مع حركة حماس. وانتقل يسسخارف لإلقاء الضوء على قصة الشاب الفلسطيني محمد نزال، موضحا أن نزال يشتبه في قيامه بأنشطة مشبوهة على الصعيد الأمني، وهي الأنشطة التي جعلت الشبهات تحوم حوله منذ أن كان بالقاهرة، الأمر الذي دفع بإسرائيل إلى اعتقاله بعد معرفتها بتفاصيل قضيته. ونوه يسسخارف إلى أهمية التعاون الأمني بين مصر وإسرائيل، وهو التعاون الذي سينعكس بصورة إيجابية على استقرار الدولتين بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة.