عاشت منطقة المنيب ليلة عصيبة، إثر وقوع حادث مروع، في حلقة جديدة من مسلسل حوادث الطرق، تسببت فيه سيارة للنقل الثقيل حاول قائدها تفادي الاصطدام بسيارة ملاكي أعلى الكوبري الدائري، فلم يستطع، وفقد السيطرة على سيارته، لتنفصل بعدها المقطورة وتطيح بسيارة ميكروباص في جانب الطريق ليسقطا معًا على موقف لسيارات أجرة الأقاليم. يروي محمد عبدالحميد سائق سيارة أجرة ما حدث ل"بوابة الأهرام"، بأنه مساء أمس فوجئ خلال انتظاره دوره لتحميل الركاب بموقف المنيب، بسقوط سيارة ميكروباص محملة بالركاب ومقطورة خاصة بسيارة للنقل الثقيل من أعلى الكوبري الدائري، على سيارتين أخريين كانتا في الموقف، وعلى الفور بدأ وزملاؤه في الموقف، محاولة إنقاذ الضحايا وسط صراخ وعويل الركاب والمصابين. يتابع "عبدالحميد" بأن المشهد المأساوي الذي رآه أمس لا يمكن أبدًا أن ينساه من جثث الموتى وآثار الدماء، وحتى آهات المصابين، فقد كانت ليلة حزينة، ويؤكد أنه حرص وزملاؤه على التواجد لمساعدة رجال الإسعاف والحماية المدنية، في انتشال جثث الموتى من موقع الحادث، ومساعدة المصابين في الوصول لأقرب مشفى، ليتم إسعافهم. كما أكد علي رضا عامل في قهوة بالموقف، أنه والموجودين معه في الموقف سمعوا صوت فرامل قوية تبعها ارتطام سيارتين أعلى الدائري، وفوجئوا بعدها بقليل بسقوط مقطورة محملة بحصي صغيرة المستخدمة في الأعمال الخرسانية، ومعها سيارة ميكروباص، على ميكروباصين آخرين، وأصيب عدد كبير من الأشخاص وقتل آخرين. وتابع "رضا" أن بعض جثث الموتى تم استخراجها بصعوبة من بين حطام الميكروباص، والبعض الآخر دفن تحت الحصى من مقطورة النقل الثقيل، واستطاعوا العثور على 4 جثث بينهم طفل بعدما ظلوا يحفرون في أكوام الحصى. أما هالة محمد السيد صاحب السيارة الملاكي المتسببة في الحادث فقالت إنها تحمد الله أن ابنها خرج سليمًا إلا من بعض الجروح الخفيفة، من الحادث، فقد انقذه الله من ميتة شنيعة بعدما اصطدمت سيارته بسيارة النقل الثقيل، وأضافت أنه طالب في السنة الأخيرة من معهد التمثيل، وأنه في النيابة العامة حاليًا يدلي بأقواله حول الحادث. وكانت نيابة قسم الجيزة برئاسة المستشار محمود عابدين، قد أمرت بحبس سائق سيارة النقل الثقيل، وسائق السيارة الملاكي، المتسببين في حادث مقطورة المنيب 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بإجراء تحليل للكشف عن تناول أي منهم للمواد المخدرة. كانت معاينة النيابة قد كشفت عن أن سيارة ملاكي تسببت في الحادث بعدما اصطدمت بسيارة نقل ثقيل، ما أدى إلى انفصال المقطورة عنها، واصطدامها بميكروباص ليسقطا معًا من أعلى الكوبري، بعدما أطاحتا بالسور الخرساني للطريق الدائري، وسقطتا على السيارات المتوقفة بموقف المنيب. وجاء في المعاينة أن السور الخرساني للطريق الدائري قد تحطم إثر الاصطدام به، وتهشمت مقطورة السيارة النقل والميكروباص اللذان سقطا من أعلى فضلا عن تحطم 3 سيارات ميكروباص وبيجو 7 راكب إثر سقوط المقطورة عليهم.