استعرض وزيرا الخارجية المصري والسوداني لأول مرة أزمة مثلث حلايب، فيما نفي وزير الخارجية السوداني د. إبراهيم الغندور أن تكون الخرطوم قد تقدمت بشكوي جديدة ضد مصر. ولفت الغندور إلي أن هذه الشكوي قائمة منذ عام 1958 بعد دخول القوات المصرية إليها عقب الاستفتاء علي الجمهورية العربية المتحدة والتي تلتها الانتخابات السودانية. وقال: إن كل مصري يؤمن بأن حلايب مصرية، كما أن كل سوداني يؤمن بأنها سودانية، معتبرًا أنه لا سبيل إلي حل هذه القضية إلا عبر الحوار الذي يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، واعتبر أن عدم تجديد الشكوي كل عام يعني عمليًا سحبها وسقوطها. وثمن شكري ما ذكره الغندور، مؤكدًا علي أن هذه أمور شكلية، معتبرًا أن التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه البلدين معًا، أكبر منها ويتعين العمل معًا من أجل مواجهتها، وواصل قوله هذه قضية نأخذها بجدية ولا تقلل أبدًا من شأنها واعتزاز البلدين بعلاقتهما والرغبة المشتركة في تطوير العلاقات، والعمل علي مواجهة التحديات والمخاطر معًا. وكان وزيرا الخارجية المصري والسوداني قد استعرضا الترتيبات الخاصة بعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير بالقاهرة خلال الربع الأول من العام الجاري، وأكد الوزيران اهتمام قيادتي البلدين علي دفع العلاقات في كافة المجالات بما يخدم تطلعات الشعبين. وقلل الوزيران شكري والغندور، من شأن بعض الخلافات التي اعتبراها طارئة ولن تنال من حجم الروابط والعلاقات الثنائية، وأكدا ضرورة التعامل معها خاصة من جانب وسائل الإعلام بما لا يمس هذه العلاقات، فيما ناشد الوزير السوداني الإعلام بالبلدين بأن يكون داعمًا وسندًا لها، وقال في هذا الصدد إن الناس الآن علي دين إعلامهم بعد أن كانوا علي دين ملوكهم. وحول ملف سد النهضة قال الغندور إن موقف السودان واضح ولا يمكنه أن يكون محايدًا أو منحازًا، مشددًا علي أن السد تنهض ببنائه شركة لديها خبرات وتاريخ طويل في بناء السدود واستبعد تمامًا انهيار السد "إلا إذا كانت إرادة الله له ذلك" وقال إن كلًا من الدول الثلاثة حريصة علي مصلحتها، وقال إن السد يقام علي أراضٍ إثيوبية وليست سودانية ويقع علي بعد 40 كيلو مترًا من أراضيه ونوه بالجهد الذي يقوم به وزيرا الخارجية والري المصريين بالدفاع عن مصالح مصر. وأعلن الوزيران شكري والغندور أنهما ناقشا مجمل القضايا العربية والإقليمية والدولية التي تهم البلدان، سواء في اليمن أو ليبيا بما في ذلك الأزمة الراهنة بين السعودبة وإيران، حيث جددا إدانتهما لاستهداف سفارة المملكة وقنصليتها لدي إيران، فيما هنأ الغندور مصر بشغل مقعد مجلس الأمن، وقال إنها لا تحتاج إلي تذكير بقضايا بلاده وإنها سوف تتولي الدفاع عن قضاياه وكذا قضايا القارة الإفريقية والقضايا العربية. وردًا علي سؤال ل"بوبة الأهرام"، حول فشل اجتماع أديس أبابا للجنة الفنية التي ناقشت إدخال فتحات إضافية بالسد، قال شكري إن هذه أمور فنية بتم تناولها بأسلوب علمي وهو أمر غير قابل للتأويل. وكشف عن أن مصر أحيطت ببعض الأمور رفص الخوض فيها بشأن هذا الاجتماع، لكنه ألمح إلى أنه يجري بحثها ودراستها من جانبنا، وشدد علي أنه متي كان هناك احتياج للفتحات سيقبل بها الجانب الإثيوبي. وردًا علي سؤال حول المشكلات التي تثير الرأي العام، أكد الوزيران شكري والغندور أنه "علينا التعامل معها بجدية وحصرها في إطارها بما لا يؤثر علي هذه العلاقات".