هي فتاة لم تعرف اليأس، برغم ما تعرضت له من اغتصاب وتنكيل على أيدي أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، فبعد أن تخلصت من الأسر، وهربت من الأراضي العراقية التي يسيطر عليها التنظيم، راحت تجوب العالم لفضح ممارساته، والتنديد بتقاعس الدول الكبرى عن إنقاذ الإنسانية من أبشع بشر على وجه الأرض، والذين يتحدثون باسم الإسلام، وهم لا يعرفون عنه شيئًا، ويتاجرون به، ويشوهون صورته، حتى إنهم يؤدون الصلاة، ثم يغتصبون النساء.. إنها الفتاة العراقية الإيزيدية نادية مراد التي التقت بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وقالت له إنها تجوب العالم كابنة ل"الشرف الإنساني" الذي يجمع المجتمعات كلها، بعد أن تشرد أكثر من نصف مليون إنسان أيزيدي جائع فقدوا كل ما يملكون، وتم هتك كرامة أكثر من 3400 طفلة وامرأة بيد "داعش". وأضافت نادية، أن أعضاء التنظيم قتلوا ألف إيزيدي، وتزوجوا 400 فتاة إيزيدية خلال 3 أيام ثم تركوهن، أما هي فقد تم بيعها لشخصين في الحمدانية، بعد أن اغتصبها أحد أعضاء التنظيم، وقاما بتأجيرها لسائق، وتمكنت من الهرب منه بعد يومين. ونتوقف عند كلماتها المؤثرة "لو مكنش الإسلام هو إللي يخلص عليهم، عمر ما أي حد غير الإسلام هيقضي على تنظيم داعش"، ثم وجهت رسالة إلى الشباب الذين لم يصل إليهم التنظيم في بلادها والبلاد المجاورة قائلة :"افرحوا أن عائلاتكم معكم، إحنا حتى الآن لا نعرف نهاية فتياتنا، وما حدث لهن، ولا نعرف أي شيء عنهن، ودافعوا عن دينكم، لقد كان عندنا فى الإيزيدية شباب قتلهم تنظيم داعش الإرهابى، انتوا يا شباب المسلمين عليكم إيقاف هذا التنظيم الإرهابى، وأقول لشباب سوريا والموصل: انقذوا بناتنا وأطفالنا من هذا التنظيم الإرهابى، فمعسكراته تجند الأطفال حتى يكونوا إرهابيين، وأتمنى أن أعود لمنطقتي ووطني، وليعلم الجميع في شتى بقاع الأرض أن عناصر "داعش" يعبدون شهواتهم وغرائزهم ويصنعون من أنفسهم "وكلاء لله"، وأن المشركين هم من يعادون مشيئة الله، ويقطعون رؤوس الناس، وهم الذين يحاسبون باسم الله. ويبقى السؤال الذي يتردد كثيرًا بلا إجابة: متى يتحرك العالم للقضاء على "داعش"، فالواضح حتى الآن أن الطلعات الجوية لم تؤثر فيه، ويتغلغل يوم بعد آخر في العراقوسوريا، وقد يمتد إلى ليبيا، ومن ثم الدول العربية، والشرق الأوسط؟.