أوضح الدكتور منير البرش، مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة فى قطاع غزة، فى تصريح خاص ل "بوابة الأهرام" أن نسبة المخزون الطبى بقطاع غزة وصلت "صفر" مما اضطرهم بالقطاع الى وقف بعض العمليات نتيجة لعدم توفٌر أدوية التخدير. وأشار البرش إلى وجود نقص حاد بالأدوية مثل أدوية السرطان، المضادات الحيوية، الضغط، السكر، وأدوية العلاج النفسى، والحليب العلاجى الذى يساعد على نمو بعض الأطفال، والمستلزمات الطبية فى كل من قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن هذا العجز موجود بنسبة أكبر فى القطاع. وقال إن معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة طالت حتى مرضى الفشل الكلوى الذين يقرب عددهم من 400 مريض، وفى حاجة إلى إجراء غسيل كلوى بمعدل مرتين إلى ثلاثة أسبوعيا، ولكنهم لا يجدون المحاليل اللازمة لذلك، بالإضافة إلى وجود عجز فى قطع الغيار الخاصة بأجهزة الغسيل الكلوى. وقال البرش الموجود حاليا فى القاهرة " توجهنا إلى منظمة الصحة العالمية، الصليب الأحمر الدولى لإطلاعهم على هذه المستجدات، وأطلعنا المنظمات الصحية العالمية ومن بينهم نقابة الأطباء المصريين، والجمعية الشرعية وجمعية السنة المحمدية من أجل مطالبتهم بتوفير إمدادات طبية للقطاع خوفا من تدهور النظام الصحى تماما فى غزة، ونحن فى جولة الآن من أجل إدخال أدوية عاجلة لقطاع غزة خوفا من انهيار المنظومة الصحية المعمول بها فى غزة، خاصة وأن المخزون الاستراتيجى للدواء قد نفد، وإذا قررت إسرائيل خوض حرب على غزة لن نجد الدواء أو حتى المستلزمات الخاصة بغرف العمليات". وأضاف "أناشد منظمة الصحة العالمية تحمل المسئولية الكاملة عن هذا العجز الكبير فى الأدوية فى قطاع غزة، ونشكر سرعة تجاوب نقابة الأطباء المصرية فى دعم الأزمة الصحية فى غزة". وأوضح البرش أن غزة فى حاجة ماسة إلى ذهاب عدد من الأطباء المتخصصين إليها فى مجالات مختلفة مثل جراحات العظام، الأعصاب، الأوعية الدموية، جراحات القلب المفتوح. ووجه الدكتور منير البرش رسالة إلى الدكتور عصام شرف والحكومة المصرية، بضرورة فتح المعبر بصورة استثنائية عاجلة أمام الحالات الحرجة الإنسانية من المرضى الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة لاستكمال علاجهم بمصر خوفا من تعرضهم لتدهور شديد فى صحتهم يعرض حياتهم للخطر، وكذلك بتسهيل دخول القوافل الطبية للقطاع. وحمّل البرش الاحتلال الإسرائيلى مسئولية منع دخول الدواء إلى قطاع غزة، موضحا أن غزة بحكم الحصار مغلقة عن الجميع، ومهددة بانهيار حقيقى فى القطاع الصحى، الصليب الأحمر قد أنذر بوقف الخدمات فى قطاع غزة خلال الشهرين المقبلين حسبما المعطيات. واتفق فى الرأى مع البرش الدكتور عاطف حسن الكحلوت مدير عام مديرية الخدمات الطبية بقطاع غزة، الذى أكد أن حقيقة الوضع الصحى في قطاع غزة يمر بمرحلة غاية في الصعوبة، في ظل النقص الحاد والخطير في الأدوية والمستهلكات الطبية، حيث أن 380 صنف من الأدوية والمستهلكات رصيدها صفر، وخلال الشهر الحالي ما لم يتم حل الأزمة فإن 76 صنف أخرى ستفقد من القطاع، مضيفا أن الحصار الاسرائيلى الظالم يمنع إدخال الأدوية والمستهلكات الطبية وقطع الغيار للأجهزة والمعدات ما يجعل الوضع الصحي ينذر بكارثة إنسانية حقيقية. وأضاف فى تصريحه ل"بوابة الأهرام" من قطاع غزة "من أخطر الحالات الموجودة فى القطاع مرضى الكلى، الذين يحتاجون لمادة "الهبارين"، التي تحميهم من تجلط الدم أثناء غسيل الكلى، كذلك الأطفال حيث أن الحليب العلاجي انتهى من مستودعاتنا في غزة، بالإضافة إلى مرضى العيون والمختبرات". وأرجع الكحلوت أزمة نقص الدواء الى عام 2008، مشيرا إلى أن إسرائيل هى المتسببة فيه بالدرجة الأولى، حيث كان يمنع إدخال الأدوية للقطاع. وبسؤاله عما إذا كان تم التواصل مع السلطة الفلسطينية فى رام الله بشأن هذه الأزمة، أكد مدير عام مديرية الخدمات الطبية بقطاع غزة، أنه تم التواصل بشكل مباشر وعبر الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن الجواب هو ما كان يسمع عبر الإعلام، لكن حتى اللحظة السلطة لم ترسل أي نوع من الأدوية لغزة، ولم تلتزم بما صرحت به وزارة الصحة في رام الله بشأن تلك الأزمة.