مركز شباب الحي القبلي بسوهاج ينظم ندوة تعريفية بمبادرة "بداية جديدة"    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 5 جنيهات    الإسكان تطرح محال تجارية ووحدات إدارية ومركزين طبيين في 4 مدن جديدة    القوات الأمريكية تنفيذ عدة غارات ضد تنظيم داعش فى سوريا    الجيش الروسي يستهدف منشآت البنية التحتية للمجمعات الصناعية العسكرية للقوات الأوكرانية    حسام حسن يقرر إراحة محمد صلاح من مباراة موريتانيا    معاذ مصطفى بطل مصر يحصد ذهبية فى بطولة العالم للكاراتيه بإيطاليا    خروج بوكايو ساكا ونجم ليفربول من معسكر منتخب إنجلترا    ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية بقيمة 5.5 مليون جنيه    إدارة المنيا التعليمية تناقش الاستعداد لاختبارات أكتوبر للنقل والصفين الأول والثاني الثانوي العام    أنغام تقدم ألبومها الجديد في حفل المتحف الكبير وتتألق بأغنية "هو إنت مين"    سبب غياب الفنان محمد منير عن استلام تكريمه بمهرجان الموسيقى العربية    «سبايدر مان» يدعم فلسطين للمرة الثانية..ما القصة؟    فيلم عاشق في الصدارة وبنسيون دلال في المركز الثالث.. تعرف على إجمالي إيرادات الأفلام    وزارة الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 113 مليون خدمة مجانية خلال 72 يوما    صحة الدقهلية: افتتاح عيادتين للعلاج الطبيعي.. و31 ألف جلسة خلال سبتمبر الماضي    خلال جولة بمستشفى الصدر.. محافظ المنيا: رفع كفاءة الخدمات الصحية على رأس أولويات الدولة    الحكومة تنفي خصم نسبة 2% من قيمة المعاشات بدءًا من شهر نوفمبر 2024    برلماني عن قمة مصر وإريتريا والصومال: أحدثت توازنًا استراتيجيًّا لمجابهة التحكم بمنابع نهر النيل    حوار خاص مع يلا كورة.. مرموش: "ميدو مهد لي اللي هيحصل لما أسافر.. وكيروش خلاني لاعب تاني"    معا لمواجهة الجشع.. تجار يطلبون الانضمام إلى حملة «حياة كريمة» لتوفير اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة    مصر تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة    محلل سياسي: اعتداء إسرائيل على «اليونيفيل» محاولة لتغير النظام على الحدود مع لبنان    مدرب بيرو: النظام سر الفوز على أوروجواي    خبير أثري: المتحف المصري الكبير أكبر متحف بالعالم لآثار دولة واحدة    محلل سياسي فلسطيني: نتنياهو يُنفذ «خطة الجنرالات» فى غزة مستغلا أحداث لبنان    وكيل تعليم الغربية يتفقد مدارس المحلة الكبرى    طلب إحاطة بشأن إلغاء قرار تكليف خريجي كليات العلوم الطبية    إطلاق المرحلة الثانية من تطعيم شلل الأطفال فى غزة الإثنين المقبل    أستاذ طب نفسي: غالبية الأشخاص يتعرضون لاضطراب الاكتئاب في الشتاء    ضبط 175 حالة مخالفة لسيارات السرفيس خلال حملات بالجيزة    بحوث الصحراء: ختام مميز للمدرسة الصيفية فى مطروح    يمثلون 24 دولة.. تخريج دورتين تدريبيتين للكوادر الأمنية الإفريقية بأكاديمية الشرطة (تفاصيل)    إسبانيا يصطدم بالدنمارك في دوري الأمم الأوروبية    أحمد سليمان يكشف سبب فشل صفقة إيجاريا    من النجومية إلى المحاكم: هالة صدقي تتهم مساعدتها بالتشهير والابتزاز.. القصة كاملة    الآلاف يتظاهرون في باكستان احتجاجا على مقتل 20 من عمال المناجم    محافظ الأقصر يعلن انطلاق الموجة 24 لإزالة التعديات على الأراضي وأملاك الدولة    في قضية "خناقة المول".. وصول فرد الأمن صاحب واقعة إمام عاشور لمحكمة الشيخ زايد | صور    5 مليون جنيه في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    منخفض جوي يضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    دخان الرويعي يتجدد.. حريق محل أحذية في الموسكي    مجلس الشيوخ يناقش تعديل قانون البناء غدا الأحد    الداخلية تكشف حقيقة الحفر بمقبرة لانتشال رفات بالخانكة    أفضل وقت لصلاة الاستخارة: دليلك الكامل لفهمها وأدائها    الولايات المتحدة.. ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "ميلتون" في ولاية فلويدا إلى 16 قتيلا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الأوسطي في الشرقية    أيقونة الكون    الإفتاء: كل أمرٍ يُعطل عملية الإنتاج ويدعو لتعطيلها ممنوعٌ شرعًا    بحضور ضخم للنجوم والمشاهير.. أنغام تتألق في حفل «صوت مصر» بالمتحف المصري الكبير    ألمانيا تتخطى البوسنة بهدفين لواحد في دوري الأمم الأوروبية    جزر القمر يفوز على منتخب تونس بهدف في تصفيات أمم أفريقيا 2025    موعد شهر رمضان 2025 وعدد الأيام المتبقية حتى بداية الشهر الكريم    المخرج محمد دياب: اجتهاد الفنان في عمله ليس كافيا    البابا فرنسيس يلتقي البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بالفاتيكان    «القومى للطفولة» يولى مهام رئاسته لفتيات فى يومهن العالمي    «زي النهارده».. اغتيال الدكتور رفعت المحجوب 12 أكتوبر 1990    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رأسمالية المحاسيب".. كتاب يرصد فساد رأسمالية مبارك
نشر في بوابة الأهرام يوم 13 - 06 - 2011

يري المفكر الاقتصادي البارز د. محمود عبدالفضيل أن الفساد الكبير يحدث علي المستويين السياسي والبيروقراطي إذا عادة ما يرتبط الفساد السياسي بتفصيل قوانين الانتخابات وتمويل الحملات الانتخابية وعدم سن التشريعات، التي تضمن عدم تحول الوظائف الإدارية العليا إلي أدوات للإثراء الشخصي المتصاعد كما حدث في مصر قبل 25 يناير.
ويعطي د. عبد الفضيل نظرة بانورامية علي الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال فترة مبارك من خلال كتابه الجديد "رأسمالية المحاسيب" الصادر مؤخراً عن دار العين ويستعرض في الكتاب الذي يقع في حوالي 130 صفحة من القطع المتوسط الأحوال الاقتصادية للمجتمع المصري بداية بالازدياد السكاني مروراً بأحوال الطبقات الوسطي والعليا وتوزيع الدخول وسياسات الأجور ونشوء الرأسماليات الجديدة والمراكز الاحتكارية التي نشأت في ظل النظام السابق الذي أخذت آليات الفساد فيه في نخر عظام المجتمع المصري وأضعفت من طبقته الوسطي حتي حدث ما يسميه عبد الفضيل في كتابه المفاجأة التاريخية التي شكلها الدور الدور الذي لعبه الشباب المتعلم والمرتبط بأدوات الاتصال الحديثة في تفجير ثورة 25 يناير.
ود. محمود عبد الفضيل هو اقتصادي مصري بارز حصل علي الدكتوراة في الاقتصاد من السوربون ودرس في جامعة إكسفورد ثم عاد ليدرس الاقتصاد في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة ومن أهم كتبه النفط والمشكلات الاقتصادية المعاصرة مصر ورياح العولمة ونواقيس الإنذار المبكر.
يقول د. عبد الفضيل إن الفساد الكبير بشكله هذا ينتج ما يعرف ب"رأسمالية المحاسيب" وهو مصطلح أطلقه أستاذ القانون الراحل د. إبراهيم شحاته ليشير به إلي من يتكسبون من وراء فرص تتيجها لهم قرابة أو صداقة في دوائر الحكم وبتدقيق النظر إلي الفئات الرأسمالية الجديدة نجد أنها تشترك في بعض السمات أهمها الاعتماد علي الاقتراض والميل للتوسع ووجود درجة عالية من الاحتكار في السوق المحلية بما يحقق لها أرباحاً احتكارية غير تنافسية.
ويعطي مثالاً بعدد مصانع الحديد في مصر وهم 22 مصنعا يستحوذ 3 منها علي 90% من الإنتاج في مصر وهي "العز وبشاي والجارحي" بينما تتنافس باقي ال 19 مصنعاً علي 10% فقط ويحتكر 4% فقط من تجار الجلود ل 43% من حجم الإنتاج وتحتكر أربع شركات أجنبية 87% من حجم صناعة الأسمنت في مصر.
ومن بين آليات الفساد في مصر بحبسب الكتاب استعمال أموال المعونات الأجنبية بشكل غير سليم عبر انخراط أعضاء من السلطة في الاستفادة منها بأشكال ملتوية يضيع فيها الحد الفاصل بين المال العام والخاص وهو ما يثير الخلل بالمنظومة الأخلاقية والضوابط التي تمنع الفساد.
وتبقي النقطة المركزية فيما يورده د. عبد الفضيل في كتابه هوة تحليله لفاعلية الطبقة الوسطي المصري وحركتها المجتمعية بدءاً من منتصف السبعينيات فالطبقة الوسطي التي بحسب عبد الفضيل لعبت دوراً مهماً في الحركة السياسية والتنظيمات الحزبية المصرية وانحدر منها أهم الكتاب والفنانين باتت ترزح تحت وطأة ثلاث مشكلات متزامنة أولها الإنهاك المادي والمعنوي بسبب تدهور موقعها النسبي في مجال الكسب ولجوء أفرادها إلي أعمال إضافية وتعدد الوظائف ما أدي لإنهاكها معنوياً وقضي علي أي وقت للفراغ.
والسبب الثاني هو بداية موسم الهجرة إلي الخليج وهو ما أدي لضعف الارتباط بمشاكل الوطن والثالث هو توغل العولمة بدءاً من التسعينيات وهو ما أدي إلي انخراط أعداد كبيرة من افراد الطبقة الوسطي في مسيرة العولمة وقيمها بدلاً من أن يكونوا وقوداً للحركات الوطنية وأدت هذه العوامل إلي نوع من ازدواجية في مواقف الطبقة الوسطة وتباين في المصالح ووجهات النظر وعدم التجانس بين مكوناتها وهو ما أضعف فعاليتها السياسية وقدرتها علي ممارسة العمل السياسي.
وينتقل د. عبد الفضيل من الطبقة الوسطي إلي الطبقة العليا التي تضم كبار رجال العمال والمقاولون وكبار أرباب المهن الحرة ويقدر بعض الخبراء دخلها السنوي بحوالي ثلاثة ملايين جنيه مصري وتصل عدد أسرها إلي حوالي 750 ألف أسرة مصرية بما يعادل 4% من مجموع السكان ويتسم النمط الاستهلاكي لهم بالإنفاق الترفي المفرط ويتسم نمطها الاستثماري بأنه ترفيهي يغالي في الاستثمار في المصايف والمنتجعات لا سيما القصور السكنية ومنتجعات الساحل الشمالي والبحر الأحمر.
ويعرض د. عبد الفضيل لظاهرة التجمعات السكنية المغلقة "الكومباوند" التي تتسم بوجود أسوار وبوابات تعزل قاطني تلك المساكن عن بقية سكان المجتمعات المحيطة بها ويقول عبد الفضيل إن تلك الظاهرة انتشرت بشكل سرطاني وهي نتاج لسعي تلك الشرائح العليا من الطبقة الوسطي والفئات الرأسمالية الجديدة للفكاك من أسر الفوضي العارمة التي تعم المناطق التقليدية وكتعبير عن التميز الاجتماعي والرغبة في العزلة الاجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.